إذا ماتت الوظيفة مات العضو!

TT

كانت البداية نحل العسل. فهذا النحل هو الذي حل لنا هذا اللغز الذي دوخ علماء الحيوان والنفس والكيمياء. فقد اكتشف العلماء في معهد بلباو للعلوم الاستوائية في دولة بنما أن النحل له مخ صغير.. وهذا المخ على شكل خلايا على شكل عيش الغراب. وقارن العلماء بين مخ النحل وكثير من الحشرات والطيور أيضا. وهي المرة الأولي في التاريخ التي نعرف فيها أن الحيوان كلما كان اجتماعيا كان مخه أكبر. والنحل حشرة اجتماعية.. تعيش بالألوف والملايين معا.

ولاحظ العلماء أيضا أن القِرَدة التي لها حياة اجتماعية هي ذات المخ الأكبر. إذن فالإنسان له هذا المخ الكبير، لأن هذا المخ يعيش أصحابه في جماعات.. والجماعات متطورة.. والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يكون له حياة اجتماعية إبداعية. والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يصنع أدوات حياته ومماته.. والسبب هو: هذه الأصابع التي يتميز بها الإنسان عن الحيوان، فالإنسان يحرك أصابعه ينشرها ويطويها - والقرود ليست كذلك..

وهناك نظرية تقول: إن العضو يموت إذا ماتت الوظيفة.. أي أن الوظيفة ما دامت قادرة على العطاء.. فإن المخ يكون أقدر أيضا.

مثلا: الأسماك في أعماق المحيطات لها عيون ولكنها لا ترى. فهي تعيش في ظلام دائم ولذلك عيونها بلا وظيفة: ولما ماتت الوظيفة مات العضو. والإنسان يستخدم عقله في كل شيء فكان الإبداع والحضارة وكبر حجم المخ لأن وظائفه بلا نهاية!