امسك حرامي الذرة!

TT

عندما تفكك الاتحاد السوفياتي ظهرت السرقات النووية في الأسواق. فقد سرق العلماء المواد النووية المخصبة وغير المخصبة في كثير من الدول، وكانت أكبر سوق سوداء في التاريخ.. وأعنف فزع أيضا. فوجود هذه المادة الخطيرة عند الدول الصغيرة يؤدي إلى كارثة كونية.

فاجتماع 47 دولة في واشنطن من أجل الأمن والأمان النووي أكبر دليل على الخوف والرعب من أن تتسلل المواد النووية والمعلومات النووية أيضا إلى جماعة إرهابية.. فلا يكون أمن ولا أمان. وفي العالم كله نحو 2100 طن من البلوتنيوم.. ونصفها شديد التخصيب، ولا بد من تشديد الحراسة عليها، أي على المادة والأجهزة والمعلومات. وفي سنة 1993 أبطلت أجهزة الأمن 18 محاولة للسرقة النووية، وفشلت هذه المحاولات الجريئة في آخر لحظة..

وقد جاء على لسان البروفسور ماثيو فون من جامعة هارفارد الأميركية أنه: لو حدث أن حصلت دولة صغيرة على مواد نووية مخصبة وصنعت منها قنبلة فجة، أي رديئة الصنع، فإن انفجارها سوف يؤدي إلى كارثة اقتصادية. وانفجار بعض المفاعلات النووية في أميركا وفي تشرنوبل بأوكرانيا أوضح صورة للدمار الشامل؛ فقد ماتت النباتات والحيوانات، وتدخلت الأشعة في الخلايا فولدت نباتات وحيوانات غريبة الخلقة.. شاذة.

وعندما ذهبت إلى أوكرانيا لكي أرى.. كان المترجم الذي يرافقني يمشي بحذر على بعد مائة ميل جنوبي تشرنوبل.. وعلى الرغم من هذه المسافة فقد ظهرت النباتات الشاذة والطيور الغريبة وأصيبت مئات الألوف بأمراض مختلفة.. كانت أجهزتها الوراثية نائمة فجاءت الأشعة وأصابتها بالجنون النووي!