من مذكرات لم تنشر بعد!

TT

كان موعدنا بالأمس. لا أعرف كيف اتفقنا على ذلك رغم اختلافنا في كل شيء إلا أنها جميلة ذكية - ممكن أن أقول شديدة الذكاء والخبث أيضا. والخبث هو سلاح الضعيف. فالثعلب أكثر مكرا من الفيل والمرأة أكثر من الرجل.

وهذا الخبث سلاح يحميها. مع أننا لسنا في حاجة إلى سلاح - لقد ألقينا السلاح نحن الاثنان. فهذا الذي بيننا جرّدنا من السلاح.. فأينما كنا فأرضنا منزوعة السلاح.. لا فيها ألغام ولا أشواك. هي تحبني وأنا أيضا.

ولا تسألني كيف تدحرجنا أو ارتفعنا إلى الحب.. كانت خطواتها أسرع وكانت خطواتي أثقل. هي تريد كل شيء: هنا والآن، hic et nuns كما يقول الملايين..

فما الذي تريده؟ أن نكون معا أطول وقت ممكن. وهي تكره كلمة «ممكن» ولكني عاشق لمثل هذه الكلمات: لا.. ممكن.. يجوز.. ربما.. لا أعرف.. لا أدري.. وهي بالضبط كل الموبقات التي أفسدت ما بيننا. هي تقول ذلك. ولكني أجد في كل ذلك مادة للكتابة فأنا لست مشغولا بها.

وإنما مشغول بما لها في نفسي وعقلي وأرقي وقلقي وما الذي أقوله إذا كتبت. فكل شيء من أجل الكلمة. هذا الحب - حبي أنا - مغرض. فأنا أتفرج عليها وعلى نفسي. أنتشل نفسي من نفسي حتى لا أغرق في حبها.. أو حتى لا تغرقني في حبها.. معركة؟ نعم. حرب؟ نعم. هل هي تساوي كل هذا العناء مهما كان جمالها وذكاؤها؟ والجواب: لا هي ولا غيرها ولا أحد يساوي. وسوف أكتب ذلك...

(من مذكرات لم تُنشر بعد)