أما الكارثة فهي: أنا!

TT

ذهب الرئيس السادات إلى رومانيا ليعرف من الرئيس شاوشيسكو رأيه في الزعيم الإسرائيلي مناحم بيغن. فقال له: إنه رجل قوي. قادر على إقناع شعبه. ولحسن الحظ فإنه في الحكومة، ولو كان معارضا ما استطعت أنت أن تتقدم خطوة واحدة نحو التفاوض والسلام.

وكان الرئيس السادات قد طلب أفلاما تسجيلية لخطب بيغن مع الترجمة لها. وقد دبرنا للرئيس ذلك. وبعض هذه الأفلام رآها أكثر من مرة.

يعني أنه يعرف الآن الرجل الذي سوف يواجهه في إسرائيل وفى الكنيست ولأول مرة في التاريخ. ولا أدعي أنني كنت أعرف أن السادات سوف يلقي خطابا في إسرائيل.

ولكن طلب مني ومن المرحوم موسى صبري أن نعد له خطابا طويلا. وأن يتناول كل واحد منا جانبا. على أن أقوم أنا بربط الخطاب كله. وكان قد طلب من د. بطرس غالي أن يعد له خطابا. ورفضه السادات لأنه بحث أكاديمي ويستحيل أن يكون خطابا موجها إلى الشعب. فالخطابات الشعبية مختلفة عن المحاضرات والأبحاث العلمية. وأذكر أنني استخدمت تعبيرا قال عنه السادات: الله.. ولكن..

وسألت الرئيس: ماذا يا ريس؟!

قال: سوف يتركون الخطاب من أوله إلى آخره ويقفون عند هذه العبارة البليغة التي هي لغم أرضي.. ولكن سأحاول أن أستخدمها في حديثي مع بيغن..

وفى العشاء اقترب السادات من بيغن وهمس في أذنه، فانتفض واقفا قائلا: أنور، لا.. هذه كارثة!

فأشار الرئيس ضاحكا: هذا هو صاحب الكارثة!