عرسان للعبة المليونيرة!

TT

«مليونيرة سعودية تبحث عن عريس مثقف مسيارا»، هذا هو عنوان الخبر الصحافي الذي تداولته مواقع الإنترنت نقلا عن الصحافة، حيث ذهبت هذه المليونيرة إلى مجلة سعودية حاملة صكوكها العقارية التي تثبت امتلاكها لسلسة عقارات، طالبة من المجلة مساعدتها على إيجاد عريس «لقطة»، مشترطة أن يكون المتقدم لها مثقفا وليس له أطماع في ثروتها، وأن يكون دافعه من الزواج الرغبة في شخصها وليس مالها.

وعلى طريقة إذا كان المتكلم مجنونا فعلى المستمع أن يكون عاقلا، ويستنتج أن كل ما تريده هذه المليونيرة ترقيص الرجال الطامعين في الكلأ والمرعى والوجه الحسن على «الشناكل»، ولعل القارئ مثلي في حاجة إلى طبّال ليشرح لنا كيفية الرقص على «الشناكل»، وعودة إلى الموضوع، فإن إعلان البحث عن عريس غدا لعبة المليونيرات الجديدة، التي يرفهون بها عن أنفسهم، ويتسلون بها على «مصاريع» المال، وهم يتقافزون كالقردة، ويطلقون صرخاتهم في جوف المدينة:

«فين طريقك فين

ويروحوا له منين؟»

مع الاعتذار للفنان الكبير محمد عبد الوهاب في قبره.

ودهاء المليونيرة الراغبة في الحلال قادها إلى اشتراط أن يكون العريس مثقفا وليس له أطماع في ثروتها، وهذا من شأنه إطالة أمد اللعبة إلى ما لا نهاية، لأن أحد الشرطين يصعب إخضاعه للفحص، فلو كان بالإمكان فحص ثقافة المتقدم لخطبتها من قبل هيئة استشارية ثقافية تضم في عضويتها بعض الذين يعتقدون أنهم يمتلكون الحق في إصدار تراخيص المثقفين، فإن من الصعوبة اختبار النوايا لاكتشاف عدم الطمع في الثروة، فلا أحد يضمن على وجه اليقين أن الطابور الذي سيتقدم لطلب يدها سيضم زهادا، فالزهّاد لا يتهافتون على المرعى، ولا ينافسون عرسان الجشع ولا صيادي كنوز النساء.

وأتمنى أن لا يوفر أخي عبد العزيز قاسم - رئيس تحرير مجلة «رؤى» - الملعب لمليونيرات النساء للضحك على عقول السذج، وعلى هذه المليونيرة أن تلملم صكوكها العقارية لتلعب بعيدا عن شارع الصحافة، فثمة أسواق، وسماسرة، ومروجون خاصون لزواج «المسيار» و«المسفار» و«المصياف»، وهناك يمكنها أن تتسلى على هواها.

[email protected]