أقدم وأحدث علاج معا!

TT

الحيوانات هي الأستاذ الذي عرفنا عن طريقه الكثير.. ففي القرآن الكريم أن غرابا دفن غرابا.. فتعلم قابيل الذي قتل أخاه أن يدفنه كما فعل الغراب.

ومن ملاحظة الحيوانات نتعلم أشياء كثيرة. فالكلب إذا مرض اختفى تحت السرير، لا يأكل ولا يشرب.. وهذه هي الحمية. والكلب إذا راح يأكل الأعشاب فلأنه يشكو من مغص وفي حاجة إلى علاج. والكلب عندما يلمس الجدران والأحذية يكون في حاجة إلى أملاح.. وكذلك كل الحيوانات التي تعيش معنا.

وعندنا في مصر طائر اسمه «أبو قردان» أبيض، له منقار، ويأكل الديدان من الأرض، ونسميه صديق الفلاح، وقد حرمنا الإساءة إليه. هذا الطائر إذا أصيب بالإمساك فإنه يملأ منقاره بالماء ويحقن نفسه شرجيا. وقد تعلمنا منه إذا أصابنا الإمساك أن نحقن أنفسنا في الشرج.

ومنذ ألوف السنين يستخدم الإنسان الأعشاب في العلاج.. فأجدادنا الفراعنة كانوا يستخدمون البصل والثوم وعسل النحل لكل الأمراض والأوجاع والالتهابات الجلدية والعينين. وفي أوراق البردي تفصيل لأكثر من مائتي عشب.

وقديما ظهر الحكيم أبقراط في القرن الرابع قبل الميلاد.. وجالينوس في القرن الثاني بعد الميلاد.. وهما أعظم من استخدم الأعشاب علاجا لكل الأمراض.

والطب الكيميائي الحديث يعتمد على الأعشاب وتحويلها إلى مواد كيماوية: أقراص وحبوب وحقن.

ورغم أن الطب الحديث قد بلغ مراتب أعلى في الوقاية والعلاج، فمع ذلك يصف لك الطبيب أن تأخذ قرص أسبرين مع كوب من الينسون. وهكذا تلتقي أقدم وصفة شعبية مع أحدث كيمياء!