خالد.. نهر المحبة

TT

الكثيرون لم يسألوا أنفسهم قط لماذا أحبوك، فثمة يقين في دواخل الذين اهتدوا ببوصلة وجدانهم، بأن قلوبهم لم ولن تخذلهم قط في استحقاقك لكل مشاعرهم الجميلة، فثمة محبة غرسها الله لك في دواخل الناس، فعبروا عنها بتلقائية، وهم يدركون بفطرتهم السوية أن الله إذا أحب عبدا أحبه الناس.

من يمكنه أن يكتب أو يتحدث عنك دون أن يستوقفه سحر شخصيتك، ووجهك الذي يشع بهاء وطيبة وصدقا، وقد كنت من الشفافية لنرى أعماقك، فنشاهد في دواخلك الإنسان نقيا، ومضيئا، وجميلا؟

سنوات مرت على رحيلك، واسمك حين يذكر يسارع الجميع إلى الترحم عليك بمشاعر صادقة، وحميمة، ووفية، فلقد شكل عصرك نقلة في كل جوانب حياتنا، وسخّرت فيه ثراء المرحلة لبناء الإنسان والأرض، فاتسعت فرص التعلم والعمل، وكان عهدا أخضر أثمرت سنابله رخاء وعطاء وثراء.

أكتب عنك والكلمات جامحة تستبق قلمي لتسهم في التعبير عن ملك شكل في حياتنا النسمة الجميلة، المحملة بعبق النقاء والأصالة والطيبة، والتاريخ لا يطوي صحائف أمثالك من الخالدين، فالأجيال تحتاج سيرتك نموذجا، ومثالا، وقدوة.

أيها الملك الإنسان، ارتبطت صورتك في وجداننا بأسمى الروابط، ولذا لم ندعك ترحل، أودعناك دواخل قلوبنا لتعيش، وتعيش، وتعيش، فما أكثر الحكايات التي سمعناها عن زهدك، وورعك، وتقواك، وما أعظم المواقف التي عرفناها عن صراحتك، وصدقك، ونبلك، ففي شخصك اجتمعت مكارم الأخلاق، ومنظومة القيم الأصيلة.

نحتاجك أبا بندر في مناهج أجيالنا، ومطالعات رجالنا، و«سواليف» أسمارنا، وحكايات صغارنا، نحتاج سيرتك لتمطر علينا صفاء ونقاء وطيبة، والمجتمع الذي ألف الوفاء ها هو اليوم يفتح سجلات كل الأوفياء، من زمن المؤسس - المغفور له بإذن الله - الملك عبد العزيز وبطولاته وأمجاده، إلى عهد عبد الله بتطوره وتألقه ومنجزاته.

الوطن يا سيدي اليوم يسابق الزمن، ويطوي المسافات، ويستشرف المستقبل، ويستكمل شروطه ومتطلباته ليكون كما تمنيت له أن يكون، وهذا المجتمع الذي ينفتح اليوم على إيجابيات العصر ومتغيرات الزمن يرتكز في انفتاحه على قيمه، ومنبعه، وأصالته، التي لا تسمح لشوائب العصر بأن تقتلعه من جذوره.

فليرحمك الله يا خالد بن عبد العزيز.

للتواصل مع ملحق محليات

عبر البريد الالكتروني: [email protected]

أو الفاكس: 014401440 – 022836216