لماذا توقير أوباما؟

TT

انتقد الكثيرون منح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام قبل أن يحقق شيئا. لا يمكن أخذ سُلفة على السلام أو وعد به. والدليل أن أوباما أعطي الجائزة ولم يحقق أي سلام في أي مكان. حتى الآن.

شخصيا، لدي تفسير متواضع للقرار الذي اتخذته اللجنة السويدية، رغم مخالفته للقاعدة والشروط. لقد أعطي أوباما الجائزة لأنه التأكيد القاطع بأن هذا الكوكب قد انتهى من جورج بوش. تتحدث الناس عن الأعاصير والكوارث والبراكين، وتنسى دائما أن أسوأ كارثة حلت بالبشرية، كان اسمها جورج بوش. وبما أن الدولة الأولى في العالم، اقتصاديا وعسكريا وثقافيا وفنيا، هي الولايات المتحدة، فإن الضرر الأكبر والأعمق والأبعد مدى، قد لحق بها. لذلك اعتقد أهل نوبل، أنه حتى لو لم يحقق باراك أوباما شيئا، فهو على الأقل، نزع عن النشرات اليومية، صورة ذلك الوجه الصقيع، الذي كان كلما أطل، أطلت خلفه صور الدمار والقتل والتشريد.

لقد دمر هذا الكائن لنا بلدا كان اسمه العراق. منذ أن بدأ غزوه الكاذب عام 2003 حلت بالعرب أسوأ نكبة جماعية منذ 1948. الأرقام الرسمية (برغم نواقصها الكثيرة) تفيد أنه منذ نزول بوش ورامسفيلد وولفوتز في بغداد، نزح مليون لاجئ إلى سورية، ونصف مليون إلى عمان (ثلث السكان) وتوزع مئات الآلاف في السعودية ولبنان ومصر والخليج، وهاجر - بصعوبة وكلفة مالية كبرى - نحو مائة ألف إلى ألمانيا والسويد. وهذه الأرقام لا تشمل مليوني إنسان تشتتوا في قلب العراق، منهم نصف مليون يعيشون في أحياء التنك والكرب والفقر والذل حول بغداد.

ويقول تقرير صدر في آذار الماضي عن منظمة اللاجئين الدولية إن «هؤلاء لا حق لهم ولا صك بأي ملك. كثيرون منهم يخشون العودة إلى بيوتهم الأصلية. والمخيمات هنا تفتقر إلى كل الضرورات من المياه إلى الصحيّات إلى الكهرباء، وهي موجودة في أماكن معرضة للخطر تحت الجسور وفي محاذاة السكك الحديدية وبين المزابل».

لا أدري كيف ينام جورج بوش. إن كان حقا ينام.