في الجنة وفى النار لأسباب!

TT

كان أستاذنا توفيق الحكيم يقول: أنا سوف أدخل الجنة من أوسع أبوابها لسبب بسيط جدا هو أن الله سوف يراني كائنا تافها ولكن مجتهدا. وأن الأسئلة أصعب من قدرتي على الفهم.. فالله أعطاني عقلا في حجم حبة السمسم وعمرا قصيرا وصبرا قليلا وكونا لا أول له ولا آخر. والسؤال الأول: ما حجم الكون؟ والسؤال الثاني: متى ينتهي الكون؟ والسؤال الثالث: هل هذا هو الكون الوحيد؟ وأين توجد الروح؟ وكيف دخلت الروح أجسامنا وكيف خرجت؟ ومع ذلك لم تنته الحياة. ومن المؤكد أن نتيجة الامتحان صفر لصالحي. ولذلك سوف أدخل الجنة من باب الرحمة والله غفور رحيم!

وقال الشاعر الرومانسي الساخر أيضا كامل الشناوي: إن العقاد وطه حسين والحكيم وهيكل باشا وعبد الرحمن الشرقاوي سيدخلون جهنم وبئس المصير وإذا لم أسكت سوف يدفعني من ورائي أحد لا أعرفه وأجد نفسي وسطهم في جهنم. ولكن لماذا؟

لأن هيكل باشا ألف كتابا عن «حياة محمد» والعقاد ألف كتابا عنوانه «عبقرية محمد» وطه حسين ألف كتاب «على هامش السيرة» وأن الحكيم ألف كتابا عن محمد وكذلك عبد الرحمن الشرقاوي وتقاضوا أجرهم عن ذلك مئات الألوف من الجنيهات. فقد تقاضوا ثوابهم نقدا وأغلقت دفاترهم ولم يفعلوا أكثر من ذلك. فقد تعجلوا حقوقهم. ولا حق لهم في الآخرة. إلا إذا أرادوا أن يدخلوا الجنة من باب حب الاستطلاع فأهلا بهم جميعا مع كل القراء!