النطاقات العربية للإنترنت.. وتطوير المحتوى العربي

TT

الإعلان أخيرا عن موافقة منظمة «إيكان» العالمية عن إدخال اللغة العربية كنطاق للإنترنت لأول مرة، ونجاح مصر والسعودية والإمارات في الحصول على الموافقة النهائية على ذلك، يمثل خطوة أولى ومهمة وقفزة هائلة في تاريخ تطور شبكة الإنترنت، الأمر الذي سيعزز من مكانة ونمو وانتشار اللغة العربية، وسيسهل من استخدام الإنترنت لمن لا يستخدمون الأحرف اللاتينية.

ومنظمة «إيكان» ICANN هي اختصار للأحرف الأولى للعبارة الإنجليزية ( Internet Corporation for Assigned Names and Numbers) وموقعها الإلكتروني (www.icann.org)، وهي منظمة عالمية أسستها الحكومة الأميركية عام 1998، وهي مسؤولة عن تنسيق وإدارة عناوين المواقع الإلكترونية ومصادر الأرقام والأسماء على الإنترنت حول العالم، والإبقاء والحفاظ عليها دون تلاعب أو تكرار.

وقد أعلنت منظمة «إيكان» في بيانها موافقتها النهائية والأولى لكل من مصر والسعودية والإمارات - من مجموع 21 دولة تمثل 11 لغة - لبدء استخدام اللغة «الأم» لأسماء المواقع الإلكترونية، ولبدء استخدام الأحرف العربية لأسماء المواقع الإلكترونية، لتصبح مضافة بـ «دوت السعودية»، و «دوت الإمارات»، و «دوت مصر»، بدلا من الأحرف اللاتينية السابقة «sa , ae, eg»، الأمر الذي سيفتح آفاقا واسعة أمام مستخدمي الإنترنت في الدول العربية وكذلك للناطقين بالعربية في الخارج.

ومع انتشار خدمات الإنترنت في عالمنا العربي وزيادة مستخدميها، واستخدام النطاقات العربية للإنترنت، ستصبح شبكة الإنترنت أكثر وصولا للعديد من المستخدمين، كما ستجعل اللغة العربية أكثر استخداما ونموا على الشبكة، وبخاصة الخدمات المقدمة عن طريق الإنترنت كالحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية والتعليم عن بعد، الأمر الذي يفرض علينا العديد من المهام العاجلة، ومنها تنظيم المواقع الإلكترونية للنطاقات العربية ومنع تداخلها، والتأكد من مطابقة أسمائها لمحتوياتها، ومسألة تعريب عناوين الإنترنت وما قد يصاحبها من مشكلات، وكذلك تطوير المحتوى العربي للمواقع الإلكترونية على الإنترنت.

فإنه عند الدخول للموقع باللغة العربية تجد عبارة «تحت الإنشاء»، والتي قد تستمر لعدة أشهر، كما أن نوعية وحجم المحتوى العربي لبعض المواقع قد لا يتناسب مع قيمتها وأهميتها، الأمر الذي قد يحد من عدد ونوعية مستخدمي هذه المواقع، وهناك أهمية للحفاظ - باستمرار - على أمن معلومات النطاقات العربية على شبكة الإنترنت والتأكد من عدم وجود أية مشكلات أمنية بها، وأهمية دعم رجال الأعمال والمستثمرين لإعداد أجيال عربية قادرة على تصميم مواقع إلكترونية عربية متميزة، تظهر قدراتنا وإمكانياتنا، وتستطيع المنافسة في السوق العالمية لتصميم المواقع الإلكترونية، والذي يشهد حاليا استثمارات واعدة.

الخلاصة، مع تغير أسماء نطاقات عناوين مواقع الإنترنت الدولية المعروفة بـ (IDN) ( Internationalised Domain Names)، سوف تتغير كلية طبيعة استخدام شبكة الإنترنت، وبخاصة مع موافقة منظمة «إيكان» على طلبات جديدة لجعل اللغات المحلية «الأم» حول العالم تستخدم كأسماء للمواقع الإلكترونية، الأمر الذي سيتطلب ويفرض الاستعداد والبدء العاجل لمواجهة التغيرات والتطورات والقضايا الناجمة عن ذلك، وبما يتناسب معها وأهميتها.

*كاتبة وباحثة مصرية

في الشؤون العلمية