ثورة على الثورة الفلكية؟!

TT

في الذكرى السنوية الأولى للمرصد الفضائي «هرشل» الذي أطلقته هيئة الفضاء الأوروبية، أفرجوا عن بضعة آلاف من الصور التي ستعيد تصحيح كثير من المعلومات الفلكية. وكان المرصد الأميركي «هابل» قد ألغى صفحات من علوم الفيزياء الفلكية. وجاء هذا المرصد وأضاف جديدا ومحا قديما..

إن المرصد الأوروبي يبعد عن الأرض أكثر من مليون كيلومتر. وله مرآة عاكسه قطرها ثلاثة أمتار ونصف - أي أكثر بمتر من مرآه المرصد الأميركي.. وهو يعتمد على الأشعة تحت الحمراء.

ومما اكتشفه هذا المرصد الأوروبي أنه من الصعب أن نكتشف إن كانت هناك مياه أو مصادر أو آثار للمياه في أي كوكب.. ولكن عن طريق «هرشل» أصبح ممكنا. وقد اكتشف أكثر من 380 كوكبا تصلح للحياة في الطريق اللبني.

وقد أرسل مرصد «هرشل» صورا لتكوين الكون بعد ميلاده بثلاثة آلاف سنة ضوئية.. كما صور لنا فقاعة هائلة من الغاز والتراب. هذه الفقاعة المروعة بكل ما فيها من الحيوية والحركة في استطاعتها أن تبتلع 150 شمسا كالتي تدور حولها.. ثم إننا عرفنا التكوينات للذرات الكونية. ثم صورا للآثار العميقة للطاقة السوداء.

وقام هذا المرصد بتصويب الخرائط التي بعث بها «هابل» لأن قطرات الماء في جو الأرض تفسد الصور مهما كانت دقيقة وواضحة المعالم. شيء جديد تصدى له هذا المرصد هو تسجيل الأصوات عالية التردد التي تجيء من الفضاء الخارجي..

ثم هذه الأرقام كأن الأخبار الثورية السابقة ليست كافية.. فهذه أرقام فوق البيعة:

في الكون 200 مليون نجمة في الطريق اللبني أو درب اللبانة.

وفى الكون مائة بليون طريق لبني.

نصف هذه الكواكب يوجد بها آثار للمياه.. والمسافة التي يجب أن نقطعها حتى نصل إلى أقرب كوكب تحتاج إلى سفينة فضاء تنطلق بسرعة ثلاثين ألف كيلومتر في الساعة لمدة 380 ألف سنة؟!