امرأة ليس لديها ما تلبسه

TT

في آخر سنة من مرحلتنا الثانوية، كان من الطبيعي أنه لا هم لنا إلا أن نفكر ونتناقش في أي اتجاه أو تخصص سوف يذهب ويختار كل واحد منا الدراسة الجامعية التي تروق له، ولاحظت أن الأغلبية كانوا متحمسين للانخراط في دخول الكليات العسكرية، ويبدو أن نزعتهم الوطنية والقومية هي التي تدفعهم لذلك، إلى درجة أنني بدأت أشك في نفسي ووطنيتي وقوميتي، لأنني مغرم بدراسة الفن وفلسفته وعوالمه السحرية، وقد نلت من زملائي الوطنيين، عندما عرفوا ذلك، الكثير من «التريقة والسوطرة»، والوحيد في فصلي الذي كان يشاركني هذه النزعة هو زميل على جانب كبير من «الرومانسية»، غير أن مشكلته كانت مع والده الذي أجبره رغم أنفه على أن يلتحق بالكلية الحربية.

وفعلا انصاع المسكين لذلك، لأنه يطلب رضا والده، غير أن المسألة لم تتوقف عند ذلك، فحسب التعاليم أنه قبل أن يدخل إلى الكلية لا بد له من مقابلة شخصية لكي يختبروا قدراته، وواجهه في ذلك عدة ضباط من ضمنهم طبيب الكلية الذي سأله: «هل لديك أي عيوب طبيعية؟!»..

فأجابه سريعا: «أجل يا سيدي، فليست عندي شجاعة».

وما إن سمعوا إجابته تلك حتى رفضوا قبوله جملة وتفصيلا.

ورجع إلى والده يخبره بصراحة بكل ما حصل، ووبخه والده، بل إنه صفعه وطرده شر طردة قائلا له: «لقد سودت وجهي الله يسود وجهك»، وقاطعه فترة من الوقت، غير أنه رضخ في النهاية وسمح له بدراسة الهندسة.

واليوم هو يعمل مهندسا ناجحا ويفخر به والده، ويقول زورا وبهتانا لكل من يأتيه: «إنني أنا الذي وجهته ونصحته بدراسة الهندسة».

ويقول لي ذلك الزميل القديم: «إنني كلما سمعت والدي يدّعي ذلك، كنت أصدق على كلامه، لكنني في الوقت نفسه لا يمكن أن أنسى (الكف) الذي أكلته منه».

***

أعجبني رد أحد رؤساء الأندية الأدبية، عندما وقف أحدهم ليلقي كلمة، وقبل أن يبدأ التفت إلى الرئيس وسأله: «كم من الوقت تحب أن أتكلم؟»..

فأجابه الرئيس قائلا: «تحدث كما تشاء فنحن سوف ننصرف في تمام الساعة الحادية عشرة»، وعندما نظرت إلى ساعتي إذا بها الساعة العاشرة و55 دقيقة.

***

«خلف كل رجل ناجح سوف تجد امرأة ليس لديها ما تلبسه»..

السؤال هو: ما هو ذلك اللباس؟!.. أرجوكم لا تقولوا لي إنه «البالطو».

[email protected]