ابعث بالرواد ولا تخف!

TT

في العدد الأخير من المجلة الفلكية «السماء ليلا» مقال بديع للعالم الفلكي البريطاني باتريك مور، يقول: إن الرئيس الأميركي أوباما قد مسح كل مشاريع هيئة الفضاء الأميركية بسطر واحد!

قال أوباما: إن مؤسسة الفضاء الأميركية «ناسا» يجب أن تعدل عن إرسال رواد من البشر إلى القمر أو أي كواكب أخرى. إنها يجب أن تبعث بالإنسان الآلي - أقل تكلفة وضررا!

يقول باتريك مور: إن أول رائد للفضاء الأميركي عندما نزل على القمر قال عبارته الشهيرة: خطوة قصيرة لإنسان، خطوة كبيرة للإنسانية!

وأنا أقول: هذه خطوة قصيرة لرئيس أميركي، ونكسة كبيرة للبشرية!

فرائد الفضاء الإنسان يستطيع أن يفكر وأن يتصرف، أما الإنسان الآلي فلا يستطيع. وضرب مثلا: إننا من مائة عام لم يكن معلوما لدينا عن القطب الجنوبي شيء، فلم نكن نعرف مكانه بالضبط.. ولكن عندما ذهب اثنان من الرواد الشجعان تحددت خطوط الكرة الأرضية، وعرفنا القطب الجنوبي.

وقال أيضا: قبل أن يذهب الرواد إلى القمر، كانت معلوماتنا أن سطح القمر تغوص فيه الأقدام. وترددنا في أن نعبث عليه بالسير. فلما ذهبوا اكتشفنا أن سطح القمر جاف، وأنه لا يغوص بالأقدام.. وأن جاذبيته أقوى مما كنا نعرف. فلولا هؤلاء الرواد ما عرفنا الحقيقة.. ولا عرفنا بعض المبادئ الفلكية والجيولوجية.

ثم التفت العالم الأميركي باتريك مور، وقال له: إن الذي أنفقناه في السنوات العشر الماضية على قواتنا في أفغانستان يعادل ما سوف تنفقه سفن الفضاء في البحث والرحلات حتى نهاية القرن الثاني والعشرين!