الاستثمار في الإنسان.. ابتكار

TT

من ضمن الخطط التنموية الاستراتيجية بالمملكة العربية السعودية الاستثمار بالإنسان كهدف تنموي. لذا، أتت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» لمعرض «ابتكار 2010» هذه المنظومة الوطنية الفاعلة والتي تضم الكثير من المؤسسات والهيئات والجامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات والأفراد. أبدع فيها المبدعون والمبدعات والمخترعون والمخترعات والموهوبون والموهوبات من جميع الفئات السنية ليسهموا في رفع علم المملكة في المحافل الدولية، ومما يؤكد حرص القيادة على غرس ثقافة العمل الإبداعي انطلاقا من أهمية هذا العمل في دفع المملكة إلى مصاف دول العالم الأول.

حيث أقيمت عدد من ورش العمل المقدمة من متحدثين دوليين ومحليين تهدف إلى نشر ثقافة الابتكار والاختراع وبث روح الإبداع والاجتهاد لدى النشء من خلال الورش المتخصصة التي تهدف إلى توسيع مداركهم وطموحاتهم في هذا المجال.

تعمل «موهبة» على توفير الفرصة للموهوبين والمبدعين والمخترعين من أبناء الوطن لتقديم ابتكارات وإبداعات ذات قيمة اقتصادية يتم تسويقها واستثمارها لخدمة التنمية والاقتصاد الوطني وتحمل لواء الصناعة السعودية المعرفية المستقبلية. ومن هنا يتجلى دور «ابتكار 2010» حيث يعد معرضا مفتوحا يقدم فيه المخترعون إبداعاتهم للقطاعات الصناعية المختلفة في المملكة والتي يمكن لها أن تسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية.

إن تقدير أعمال هؤلاء الباحثين والمبتكرين (جيل نواة المستقبل الواعد) وفي هذه السن المبكرة، من شأنها أن تنطلق بهم إلى مدارات أكبر من التحدي والنجاح بما يعود بالفائدة عليهم وعلى المؤسسات الوطنية. فالمستقبل أمامهم سيكون مزدهرا لما توفر لهم من القيادة من دعم وتشجيع للدخول إلى تقنيات النانو وصناعة الطاقة والعلوم والطب والفضاء.. الخ.

وإذا ما تابعنا الجهود المبذولة في سبيل إيجاد هذه النوعية من الكوادر الوطنية يظهر هدف رئيسي من أهم أهداف القائمين على مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» ألا وهو بناء الإنسان قبل بناء المنشأة، ولقد تجسد ذلك بوضوح في رعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين لمعرض «ابتكار 2010».

وإن مثل هذا الاهتمام بتكريم الكوادر الوطنية بتنمية ثقافة الابتكار والإبداع سيعمل على صناعة ثروة بشريه جديدة وخلق بيئة تنافسية داخل مؤسساتنا الوطنية، بما ينعكس على تحسين إنتاجيتها وتحسين تنافسيتها عالميا وإرساء قواعد الاقتصاد المعرفي في المملكة.

وإن الاستثمار في الإنسان من شأنه تحويل مجتمعنا إلى المجتمع المعرفي يمكنه من إيجاد الحلول للتحديات القائمة والمستقبلية من خلال تشجيع الابتكارات في مجال تطوير تقنيات جديدة أو تحسين تقنيات الإنتاج المستخدمة ليعكس المزيد من العناية بالإبداع وحماية الإنتاج الفكري المتميز للأجيال الجديدة، والمساهمة في بناء بيئة خصبة للاستثمار في رعاية الأفكار الإبداعية من خلال هذا المعرض الذي يلتقي فيه الصناعيون والمبدعون والجهات المتخصصة في العناية بالأفكار الخلاقة، بما يسهم مستقبلا في دعم إسهامات المؤسسات في الاقتصاد السعودي وصولا إلى تعزيز وإعلاء صرح البناء والصناعة الذي وضعت أساساته حكومتنا الرشيدة.

من الفخر والاعتزاز أن يبنى الوطن بسواعد أبنائه لتحقيق أهدافه الوطنية في مجالات حياتنا اليومية عبر الأجيال الممتدة على جسور وخطط مدروسة مبنية على منهجية علمية هدفها إرساء قاعدة متكاملة من السواعد الوطنية لخدمة أهداف التكامل مع القطاع الأهلي والحكومي وباستخدام معايير عالمية مرموقة لضمان نجاحها في تحقيق أهدافها وللوصول إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى.

* مدير معهد الأمير سلطان الصناعي بالمؤسسة العامة للصناعات الحربية.