بعد المريخ شهر العسل!

TT

- لا شهر عسل هذا العام يا حبيبتي.

- لماذا؟

- إنه الرئيس أوباما.

فقد أعلن الرئيس أوباما أنه لا داعي لإرسال رواد الفضاء إلى القمر. ومن القمر يقفزون إلى الكواكب الأخرى. ورأى الرئيس أوباما أن الأميركيين، بدلا من الرواد وبدلا من القمر والإنسان الآلي، سوف يختارون إحدى النجيمات ويجعلونها مرصدا تتحرك في مدار حول الأرض.

وقد رصدت هيئة الفضاء الأميركية عدد النجيمات التي يمكن استخدامها حتى الآن (120 نجيمة) تتراوح أقطارها بين خمسين مترا وثلاثين مترا. وهذه هي التي ستحمل كل أدوات الرصد والتصوير وتلتقط الصور وتبعث بها إلى الأرض عن طريق سفينة فضاء تدور حولها هي. والقرار سهل جدا. والتنفيذ صعب.

لأن هذه الأجسام صغيرة وحركتها غير منتظمة وجاذبيتها ضعيفة وليست مستوية يمكن أن تسيطر عليها الأجهزة الدقيقة ويطمئنون إلى استقرارها فوق أسطحها. ولكن لا بد من ذلك.

والأرض تتلقى يوميا بقايا اصطدام أحجار مدارية تبلغ عشرين ألفا، تتحول باصطدامها بجو الأرض إلى ذرات من الرمل. وقد كشف العلماء أن إحدى النجيمات قد سقطت في صحراء أريزونا من 22 ألف سنة. وتركت فوهات غائرة في الأرض..

ولكن لم يسجل التاريخ أن هذه النجيمات قد أصابت أحدا من البشر. وإن كان الفلكي البريطاني الكبير باتريك مور في كتابه «عشق الفلك» قال إن كلبا صغيرا في مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1912 قد أصابه رذاذ نجيمة فمات!!

وهذه الرحلات سوف تبدأ بعد عشر سنوات أو خمس عشرة سنة. ولا بد من عمل تجارب على الرحلات الفضائية إلى المريخ.. فنحن في حاجة إلى 250 يوما لكي تصل سفينة الفضاء إلى المريخ ثم تبقى شهرا وتعود إلى الأرض بعد 250 يوما. أي أن الرواد إذا ذهبوا وعادوا، يحتاجون 530 يوما..

ويستعد الآن ستة من الرواد (ثلاثة روس وصيني وفرنسي وإيطالي) إلى الحياة في ما يشبه سفن الفضاء على الأرض. كل هذه المدة لإجراء التجارب على أجسامهم وأعصابهم. وقد ركبت وسلطت عليهم العدسات في كل مكان، وأقسى ما يواجهه هؤلاء الرواد هو الملل فالأيام والليالي متشابهة ولا يوجد ما يسليهم.

ولذلك فهذا العربي الذي قال لمحبوبته: أشوفك بعد 530 يوما لنبدأ شهر عسل جديدا. كان مخيبا لآمالها محققا لآمال شعبه وحكومته والعلماء في كل مكان!