قل لنا يا يوسف بك!

TT

على سبيل التسلية اقترح علينا الفنان الكبير يوسف وهبي أن نبدأ قصة وننهيها في عشر دقائق.. كنا: نجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وأنا.

فقلت: دخلت فوجدتها في حضن رجل فأطلقت عليها الرصاص.

قال نجيب محفوظ: وقد تصورت أني قتلتها وأحرقتها وألقيت برمادها في نهر النيل.

وقال يوسف السباعي: وهذه البداية مسروقة من قصة كتبتها وأنا في المدرسة الثانوية ولم أكملها لتفاهتها..

وقال إحسان عبد القدوس: ولما أمسكت المسدس وأنا ملقى على الأرض لم أجد به رصاصا.. وإنما قد توهمت ذلك. ونظرت إلى الفراش فلم أجد أحدا.

ووقف يوسف وهبي وقال مستعيدا صوته وهو يقوم بدور الراهب راسبوتين: اخرجوا عليكم اللعنة.. هاها.. هاها.

وكنا نتسابق في أن نطلب إلى يوسف بك وهبي أن يحكي جانبا من غرامياته. والسؤال كما ترى قصير جدا. ولكن في استطاعة يوسف بك أن يجيب عن هذا السؤال ليلة كاملة من غروب الشمس إلى شروقها دون أن نقاطعه إلا بالضحك. حكايات ومقالب وغراميات. واقترحت على يوسف بك أن يكتب مذكراته وأتولى نشرها. ووجدت الأمر صعبا. فقلت أبعث لك بسكرتيري ومعه جهاز تسجيل.. وقل ما يعجبك. وعدت أقول له: في إحدى الليالي نأتي بجهاز التسجيل وأنت تقول وهو يسجل.. فرفض تماما. وقال: إنني أكون على راحتي وأحكي ما لا يقال أو بالأصح ما لا يقال أمام أحد غيرنا.. وفوجئت بأنه بعث لي بكتاب به حكايات متداخلة متضاربة وجعل عنوانها «عشت ألف سنة».. ولم يعجبني الكتاب. ولا أعرف من الذي كتبه أو على من أملاه. ورجوته أن يترك لي الكتاب.. وسوف أجد له حلا.. وإن احتجت إلى بيانات أو تفاصيل رجعت إليه. وعلى مضض وافق.. فقلت عندي اقتراح: نجرب الكتابة على لسان.. نجيب محفوظ يملي حكاية.. وبعد ذلك إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وأنا.. وكان الشاعر كامل الشناوي قد حضر ومعه الشاعر صالح جودت والشاعر أحمد رامي.. فوافق الجميع على الفكرة. وانطفأت الأنوار وأطلق يوسف وهبي الرصاص على الجميع. وفزعنا. وأضيئت الأنوار. لقد كان يداعبنا.. وكانت دعابة خشنة.. هاها.. هاها!