إسرائيل.. صفحة جديدة من الإجرام

TT

فصل جديد من الإرهاب الإسرائيلي شهدت عليه مياه البحر الأبيض المتوسط حينما اعتدت ميليشيا قوات الجيش الإسرائيلي على سفن إغاثية تحمل العلم التركي وعليها متطوعون يحملون مواد إغاثة وأطعمة وأدوية من منظمات دولية وإعلامية لمساندة قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل.

والاعتداء تم في وسط المياه الدولية في عمل من أعمال القرصنة، لا فرق بينه وبين ما يقوم به المجرمون القراصنة في القرن الأفريقي. وقد قامت الفرقة بقتل أعداد غير بسيطة تراوحت بحسب الروايات ما بين 16 و60 شخصا في مجزرة وحشية تضاف إلى السجل الأسود للدولة الصهيونية.

تاريخ الإرهاب الإسرائيلي ليس بجديد، وكل يوم لديهم القدرة على زرع المزيد من الكراهية والبغض في نفوس الناس بسبب ممارساتهم الوحشية. الإرهاب الإسرائيلي عانى منه البريطانيون أولا في أراضي فلسطين إبان الانتداب البريطاني، فعرفوا اغتيالات جنرالاتهم بقيادة العصابات اليهودية في عمليات التفجير والعمليات الانتحارية أسوة بقصة شمشون الجبار الذي هدم المعبد، وقال قولته الشهيرة «علي وعلى أعدائي» كما جاء في التوراة في العهد القديم كما هو معلوم. وهذه العصابات كان يتزعمها مناحم بيغن وإسحاق شامير (وهما اللذان جاءا بعد ذلك كرئيسين للوزارة) وكانا مطلوبين من قبل الشرطة البريطانية والشرطة الدولية.

إنه تاريخ إجرامي بامتياز. ولذلك ليس بغريب أن تستمر هذه الممارسات الإجرامية بحق الفلسطينيين ومن يرغب في نصرتهم من العرب والأتراك والأوروبيين. الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين عموما وبحق أهل غزة تحديدا ليست بجديدة، فاستخدام الأسلحة المحظورة دوليا (ولا يزال) بحق أهل غزة كان دليلا دوليا، بحسب التحقيقات المستقلة. وكذلك تبين أن المستوطنين المتطرفين الذين كانوا في غزة قاموا بسحب الكثير من منسوب المياه الجوفية في غزة وتحويله للداخل الإسرائيلي في محاولة جادة لتفريغ القطاع من احتياج المياه الحيوي، أي المنع المقنن للأطعمة والوقود والأدوية والمستلزمات الإنسانية.

وبالكاد بعد دقائق من حدوث المجزرة الإسرائيلية الأخيرة انطلقت ماكينة الإعلام الإسرائيلي «لتضليل» الرأي العام الدولي لتقدم صورة مختلفة عما حدث وتبرر جريمتها بأنه كان دفاعا عن النفس وحفاظا على الأمن في أكبر أكذوبة جديدة تضاف إلى سجلها الأسود. إسرائيل دولة قامت على كذبة مبنية على أسطورة، واستمر بناؤها على الدجل والسخف، فحولها إلى دولة إجرامية لا رادع لها. فهي خرجت على القانون من يوم ولادتها وتعودت وترعرعت على ذلك، وأصبحت مخالفتها لكل المواثيق والعهود أمرا طبيعيا.

ولا يملك أي عاقل وهو يرى المشهد الإجرامي الأخير من قبل الإسرائيليين، وهو يتذكر مطالبة رئيس وزرائها منذ أيام بالمباحثات المباشرة مع الفلسطينيين «لأجل السلام»، إلا أن يشمئز ويغضب من الإرهاب الإسرائيلي المتواصل. صفحة جديدة من الإجرام والإرهاب الإسرائيلي حتما ستولد المزيد من العنف في العالم الإسلامي والمزيد من حال عدم التصديق بفكرة السلام مع هذه الدولة. مسؤولية المجتمع الدولي تتزايد لوضع حد للعصابة الإسرائيلية وانفلاتها الهمجي، هل سيحدث ذلك؟ الوقت كفيل بالإجابة. إسرائيل دولة مارقة بانتظام، وهذا إضافة إلى سجلها الأسود بحق أبرياء كانت غايتهم تقديم العون.. هذه هي الحقيقة الوحيدة في هذه الجريمة القذرة.

[email protected]