وقرر يومها أن يكون شاذا!

TT

ترددت كثيرا جدا على أماكن للعبادة. لكن لا أعرف كم يبلغ عدد الكنائس والمعابد اليهودية والبوذية والبهائية والزرادشتية والكونفوشية والتاوية التي زرتها. ولكن لن أنسى أبدا فضل مكتبة الفاتيكان. ولا مكتبة الرهبان الفرنسيسكان في مصر. ففي هذه المكتبة درست الفلسفة المسيحية على يد آباء أكنّ لهم عظيم الاحترام والامتنان. وفي مقدمتهم صديقي الراحل الأب قنواتي. ففي هذه المكتبة تعلمت النظام والإنصات والصمت العجيب. وأنه لا أعظم من العقل، ولا أوسع من العلم، ولا أكثر احتراما لمن يدرس الفلسفة، إلا أن يعود إليها.

وقد ذهبت إلى كنيسة القديس فرانشيسكو الأسيزي.. فقد ولد في مدينة أسيزي الإيطالية من أسرة غنية جدا. وكان له ما كان لأبناء الذوات من لهو ولعب ونساء وخمر. وفجأة ظهر له شاذ يطلب مساعدة فنهره أصحابه. ولكن في هذه اللحظة قرر أن يكون شاذا وأن يدعو المسيحيين إلى أن يكونوا عباد الله.. وتمزقت ملابسه ونام على الأرض وامتنع عن الطعام. وكان رحيما بالإنسان والحيوان. وكنيسته هي الكنيسة الوحيدة في الدنيا التي يسمح فيها بوجود الحيوانات والطيور. لأن القديس فرانشيسكو كان يحبها جميعا. وله مذهب ديني كاثوليكي اسمه الفرنسيسكان؛ أي أتباع القديس فرانشيسكو. واليوم تحتفل إيطاليا والعالم الكاثوليكي بمرور ثمانية قرون على ذكراه. أما أعماله فأكثر من أمواله.. وأدعيته إلى الله نموذجية صوفية رفيعة.

يقول: اللهم اجعلني أداة للسلام.. اللهم اجعلني أنثر الحب في أرض الكراهية.. وأبذر العفو عند المقدرة، والانسجام في الفوضى، والضوء في الظلام، والمسرة حيث الأسى، وأكون متسامحا لكي أسامح، وأن أكون قادرا على الفهم ليفهمني الناس، واشرح لي صدري كي أقول، وقولك الحق.. ساعدني يا رب على نفسي حتى أساعد الناس!