أشعرتنا بالخجل.. نايلة تويني

TT

كتبت الزميلة نايلة تويني في «النهار» تقول: «في مقابل الكلام المسيء إلى العالم العربي، يبرز المديح الاستثنائي للأتراك، وقد تحولوا إلى الشعلة التي تضيء الدرب إلى فلسطين والأسطول الذي يحرر غزة. صاروا في الواجهة، وتقدموا على كل المساعي والتضحيات التي قدمتها دول وشعوب عربية، وكأن قضية فلسطين ظلت حية على مدى كل تلك السنين، من دون توافر الدعم، ولو ماديا، لها».

شعرت وأنا أقرأ هذا الكلام، أن نايلة تويني التي هي أصغر سنا من ابني، تخاطب جميع أبناء جيلي. نحن الذين عشنا كل تلك الحروب العربية، وعرفنا ما تكبده العرب من بشر ومال وزمن وضياع، وشهدنا حظر النفط على أميركا للمرة الأولى، ورأينا الدول العربية تستقبل عشرات آلاف الفلسطينيين كواجب وليس كمنة، وشهدنا قيام الثورة الفلسطينية وما حققت وما وقعت فيه.

كم شهيدا أرسلت مصر وسورية والعراق وفلسطين إلى الجبهة العربية؟ كم بنيت وسلحت الجيوش العربية على مدى سنين، على أنها جيوش ذاهبة إلى حرب واحدة وجبهة عامة؟ من يستطيع أن يقدر أو يخمن حجم المساعدات التي وضعتها الدول والشعوب العربية في المجهود الحربي؟

بعد تحالف معلن مع إسرائيل دام أكثر من نصف قرن، وقفت الأمة تصفق لتركيا وتسعة من شهدائها. وهذا حق من المنكر نكرانه. لكن كيف يمكن أن ننكر في لحظة خاطفة كل واجب أداه مئات الألوف من العرب، شهادة ودعما وتعاطفا وتكرسا؟ ما زلنا نذكر يوم وقف الراحل أبو عمار على مسرح في ليبيا وأشار إلى فراغ جيبه، عندما سئل عن حجم المساعدة السعودية للفلسطينيين. واضح أنه كانت للرجل ظروفه الطاغية. فهو كان يعرف ما يعرفه ملايين العرب عن حجم المساعدات السعودية. وأكثر من ذلك كان يعرف أن الملك فيصل ساهم في تأسيس «فتح» بمائة ألف ريال، قبل أن يسأل من هو ياسر عرفات ورفاقه.

المؤسف أنها عادة عربية متمكنة. أن يمحو اليوم الواحد كل التاريخ. لقد ضج العرب بدعم إيران وتركيا ببضع سفن وبضعة مواقف. وهذا حق. الباطل هو المطالبة الفجة بمحو التاريخ. بتحويل عشرات آلاف الشهداء إلى أشباح لا اسم لها ولا صورة. بنسيان شهداء مصر وسورية و85 ألف شهيد فقدتهم فتح قبل أن يتخرج خالد مشعل من جامعة الكويت. أشعرتنا بالخجل نايلة تويني.