شغف مشترك

TT

قبل صدور «الشروق» اليومية في القاهرة بقليل، قال لي الدكتور غسان سلامة، إن الناشر إبراهيم المعلم يريد لها صيغة شبيهة بـ«النهار» اللبنانية. وتفسير ذلك - كما فهمت «النهار» وأفهم غسان سلامة - أن أبرز ناشر مصري، يريد صحيفة هادئة، مستقلة، وقبل أي شيء ذات صدقية غير قابلة للنقاش أو للشبهة.

وبسبب تعذر متابعة «الشروق» الورقية، تابعت، في صورة شبه يومية، نسختها الإلكترونية. وقد اجتذبت الصحيفة عددا من أشهر كتاب مصر، بينهم، مثالا لا حصرا، سلامة أحمد سلامة، وعلاء الأسواني، وجميل مطر. وتغطي الصحيفة، بقدر كبير من الاستقلالية (وليس الموضوعية) قضايا مصر والعالم العربي. وللتوضيح، فإن نفي صفة الموضوعية، سببه أن كتاب «الشروق»، خاصة الروائي الأسواني، لا يخفون أنهم يعارضون النظام ويقفون ضد التوريث. وربما يكون كبير كتابها، سلامة أحمد سلامة، انتقل من «الأهرام»، من أجل ممارسة حريته في نقد مواقع ومواقف الدولة.

في «الشروق»، زاوية يومية عن «أكثر المواضيع متابعة» على موقعها على الإنترنت. وقد أذهلني حقا أن المسألة التي تحتل المرتبة الأولى، كل يوم هي.. الرياضة! وكان يجب ألا يفاجئني ذلك على الإطلاق، لأن رئيس تحرير «النهار»، الأستاذ فرنسوا عقل، يحرص على أن يشرف بنفسه على صفحتي الأخبار والرياضة كل يوم. وظل لسنوات طويلة يحررها بنفسه أيضا!

ومن المدهش أن تكون «الشروق» و«النهار» قد التقتا، أكثر من أي باب آخر، في ملعب الكرة وأخبار الملاكمة.

كنت أعتقد أن تلك أول جريدة سياسية مستقلة في المشرق العربي، وأن هذه تريد أن تلعب هذا الدور في مصر، فإذا رئيس تحرير «النهار» وقارئ «الشروق» يأخذان الصحافة المستقلة إلى الدوري و«الفيفا» وجنوب أفريقيا.. أهلاوي وزملكاوي.

لن يغير ذلك مشاعري حيال الصحيفتين، لكنه للأسف لن يزيد في حماسي للرياضة أيضا. معرفتي بها لا تزيد على معرفتي بالفيزياء وقاعدتها الجوهرية، وهي أن «الأشياء تنتقل، لكنها لا تتغير». وأنا كذلك.