ولكن الإنسان لم يتطور!

TT

أجداد أجدادنا من نصف مليون سنة قبل ميلاد المسيح كانوا يستخدمون الأسهم والنبال. وكانوا يصنعونها من الحجارة.. وبعدها بربع مليون سنة صنعوها من المعدن.. وبعدها بعشرة آلاف سنة اخترع الفراعنة العربات الحربية التي تنطلق منها السهام والنبال، والدروع التي يحتمي بها المقاتل.. وتسارعت خطوات التقدم في النقل.. بالمناسبة نحن لا نعرف بالضبط أي سلاح استخدمه قابيل في قتل هابيل!

وظهرت الطائرات والدبابات والقنابل يلقونها من السماء.. وكان النمساويون أول من ألقى القنابل بواسطة مستخدمي البالونات في القرن السابع عشر.. واخترع الإنجليز الدبابات.. واخترع الألمان الطائرات النفاثة وقاذفات اللهب..

ثم اخترع الألمان الصاروخ عابر القارات وضربوا به لندن.. ولما وقع المخترع الألماني فون براون في أيدي الأميركيين، هو وألف مهندس.. استخدم فون براون هذا الصاروخ في حمل الأقمار الصناعية.

فماذا جرى في الإنسان أو جرى له أو جرى عليه؟! لم يتغير الإنسان وإنما مشى في تطوير أدوات حياته وأدوات مماته. وقرأنا عن التحرش الجنسي في داخل سفن الفضاء ليلة رأس السنة. وقرأنا عن رائدة الفضاء الروسية وحبيبها وزوجها بعد ذلك.. وكيف حملت في الفضاء لتضع لنا مولودة مشوهة - لا يزال الروس يتسترون عليها لإجراء تجارب أخرى.. تماما كأنهم على الأرض.

إذا ارتفع الإنسان جسميا، انحط نفسيا وأخلاقيا. ومن السهل وضع خراب الدنيا كلها في يديك.. زر واحد في يد الرئيس أوباما أو الرئيس ميدفيديف في أثناء الحرب.. هذا الزر تضغط عليه بمنتهى الرقة.. فإذا بجهنم تنفتح على العدو. العقول الإلكترونية تعرف أين توجه ضرباتها.. وتلقي ضربات أخرى، لمجرد أن الرئيس وضع إصبعه فانفتحت عيون الكراهية والحقد والانتقام..