حلم الإنسان أن يطول عمره وأن يظل شابا حتى الموت. حلم خرافي لم يتحقق إلا قليلا. وهنا يبدأ العلم.. كيف يمكن أن يطول عمر أي إنسان أو أي حيوان؟
في أساطير الإغريق أن إحدى الآلهة تمنت لحبيبها أن يطول عمره. وطال. ولكنه ضعف وصار هزيلا متآكلا حتى صار شكله بشعا. فألقت به في أحد الكهوف حتى يموت. ماذا حدث؟ إنها طلبت طول العمر ولم تطلب طول الشباب والجمال والحيوية.
ومنذ القرن العشرين والعلماء يفكرون: كيف يطول عمر أي إنسان؟ قالوا: الطعام. يجب أن ينظم طعاما متوازنا من عناصر الحياة والدهون.
إلى أن ظهرت نظرية «مكاك»، وهو قرد آسيوي أتوا به في المعمل وقدموا له طعاما أقل وأكثر توازنا. وقام العلماء بالتحكم في الكالوري - أي الوحدة الحرارية؛ كم وحدة من هذه المادة، وكم من هذه الدهون وهذه الفاكهة.. وأصبحت سبل النجاح والعلاج من أجل الشباب الدائم تتمثل في عدد الوحدات الحرارية في الطعام. وقد استخدم العلماء قرد المكاك في المعمل وأجروا تجاربهم فعاش أطول وأصح. ونظرية «مكاك» هي أن تضبط الوحدة الحرارية، صارت القاعدة: من يأكل أقل يعش أكثر..
وأجريت نفس التجارب على الإنسان فعاش أطول عمرا وأكثر حيوية.. وكان لا بد أن تنتقل هذه التجارب المعملية على الحيوان لخدمة الإنسان.. ثم قام العلماء بتجاربهم على الإنسان وفى مراحل سنية مختلفة.. وكانت النتيجة واحدة.
فالذي يطيل عمرك ويؤخر شيخوختك ليس الطعام - الكثير أو القليل.. ولا الفخم أو الهزيل، وإنما هي علميات حسابية: عدد الوحدات الحرارية وانضباطها واستمرارها - والله أعلم!