يقال إن الشعراء ينظرون إلى ما ننظر ولكنهم يرون ما لا نرى.. وكان أستاذنا عباس العقاد يقول أثناء الحرب العالمية الثانية: إن الذين يعتقدون أن هتلر سوف ينتصر، أناس ينظرون إلى هتلر ولكنهم لا يرونه. فهم يجدونه يبتلع كل يوم دولة، ولكن أرى أن هذه هي نهاية الطغاة نتيجة الغرور القاتل. فأنا أرى أنه سوف ينهزم. وقد كان..
إنهم نوعان من البشر: نوع ينظرون ونوع يرون ويتخيلون ويبدعون، فقد رأوا المستقبل بوضوح شديد..
عبقري الفن دافنشي وضع رسومات للطائرة والغواصة وأسلحة الدمار الشامل قبل ظهورها بمئات السنين.
جيل فرن الأديب الفرنسي تخيل شكل سفن الفضاء والصواريخ ومقاييسها.. وتكاد المقاييس التي وضعها جيل فرن هي بالضبط ما اهتدى إليه علماء الفضاء..
ولكن عالماً بريطانياً هو روبرت يويل (1627 - 1696) كانت له رغبات وأحلام. جلس ورأى ما سوف يحدث في المستقبل، فهو أول من فكر في الحبوب المهدئة والمنومة وفكر في نقل الأعضاء.. وفكر في إطالة العمر والبحث عن وسائل.. كل ذلك قبل 350 عاما من تحققها علميا وعمليا.. وتخيل شكل الطائرة قبل الأخوين الأميركيين رايت وقبل محاولتهما الطيران سنة 1903.
وفى آخر أيام يويل، وقد تمدد على الفراش، قال: نسيت أن أفكر كيف سأموت؟ وبأي مرض؟ ومن الذي أحببت ولا أريد أن أنساه؟ ومن الذي كرهت وتمنيت أن يسبقني إلى هذه النهاية؟!