أيها الناس أدركوا الناس من شر الناس!

TT

دخلنا في المنطقة الخطرة جدا.. نحن الآن غارقون في المشكلات الدينية.. المسلمون والمسلمون.. المسلمون والأقباط.. الحكومة الدينية والحكومة المدنية.. حكم الملالي.. والهجوم بمنتهى العنف على اليهود والديانة اليهودية.

وارتفعت المصاحف على السيوف. في العراق وفي لبنان وفي غزة وفي دارفور وفي الصومال وأفغانستان وباكستان.. وفي مصر بصورة جنونية.

وفي كل الأحوال نشكو من دخول الدين في السياسة أو السياسة في الدين: لمن الملك اليوم؟.. ومن الذي هو مؤمن ومن الذي هو متسامح ومن الذي هو متعصب..

اليوم دخلنا في أسوأ مراحل التاريخ.. إننا في مقدمة حرب صليبية. السؤال: من الذي أشعلها. والجواب: لا يهم. المهم أننا في حالة حرب ضد الإسلام والمسيحية واليهودية.. من أجل ماذا؟ لا إجابة عند أحد من الناس.. وإنما هي أرتيكاريا عاطفية وتشنجات عصبية وخلل ديني وكارثة قادمة، بل كارثة قد حدثت.. بل هي كارثة الكوارث وأم الفواجع.. من الذي بدأ؟ من الذي أطلق الشرارة الأولى؟.. من الذي أطلق إشارة البدء؟ كل هذه الأسئلة لا تهم..

المصيبة هي التي تهم.. والكارثة الحقيقية هي التي بدأت واشتد عودها.. اقرأ صحف مصر!

يا أيها الناس أدركوا الناس من شر الناس قبل فوات الأوان عندما نقول: يا ليت ما جرى ما كان!

فوجئت بمن يقول لواحد:

- انت دينك إيه؟

- ديني إيه؟ ديني هو دينك..

- وانت دينك إيه؟

- والله ما أنا عارف!

- بعد قراءة الصحف وسماع ألف فتوى وفتوى، لم أعد أعرف.. فكل مفاتيح النعيم والعذاب قد استولى عليها بعض رجال الإفتاء في مصر والبلاد العربية. ولم نعد نعرف مواقع أقدامنا على أرض الواقع أو لا أرض ولا واقع. انت اللي دينك إيه؟