البحر الأبيض: أقذر بحيرة مغلقة!

TT

الزبالة طاقة.. الزبالة حرارة.. كهرباء.. الفلاح في الريف المصري وفي كل مكان يجمع المخلفات ويشعل فيها النار. النار في الأواني لطهو الطعام وللترفيه أيضا. بتحويل المخلفات إلى شيء مفيد. كأن يكون أسمدة عضوية أو طاقة حرارية كأشعة الشمس تماما وكالكهرباء أيضا.

ومن هذه الممارسات البدائية كانت التجارب المعملية بتحويل المخلفات الإنسانية إلى مواد يعاد صبها وسبكها مرة أخرى.. مثلا في أوروبا 400 مصنع لتدوير المخلفات الإنسانية.. تدويرها أي إعادتها إلى مادتها التي خرجت منها.. الزجاج والحديد والبلاستيك.

مدينة نيويورك مثلا مخلفاتها اليوم مائة ألف طن. أين يذهبون بها؟ هذه المدينة لا تؤمن بإحراقها. وإنما ترى أن دفن المخلفات أسلم. لأن عملية الإحراق تؤدي إلى استخدام طاقة في الإحراق، ثم إن عملية الإحراق تؤدي إلى مضاعفة الغازات في سماء المدينة.. بل نيويورك تبعث بمخلفاتها الهائلة يوميا إلى إحدى جزر هاواي لإحراقها أو دفنها هناك.. إنها جزيرة أواهيو التي عاصمتها هونولولو..

وقد تحيرت كثير من الدول على ساحل البحر الأبيض المتوسط: هل تدفن المخلفات في البر أو في البحر. مع الأسف إليك هذه الحقيقة المؤلمة: إن كل دول البحر الأبيض المتوسط تلقي بمخلفاتها أو صرفها الصحي في البحر. كل الدول حتى صار البحر الأبيض هو أقذر بحيرة مغلقة على كوكب الأرض!

ورغم كل ما يقال فإن المصلحة هي التي تهمك في النهاية: احرق مخلفاتك تشغل مصانعك.. حتى لو أضاف ذلك مزيدا من أول وثاني أكسيد الكربون إلى جو الأرض!