وقد استمتعت بالنظرات والهمسات!

TT

لم يكن أمامي إلا حل واحد. أن نذهب معا إلى سيادتها. وسيادتها من بلاد التشيك، وقد تخصصت في إحياء الموتى - أستغفر الله - أقصد في تنشيط الكسالى أمثالنا من الذين لا يتحركون. وإذا تحركوا وقفوا.. وإذا وقفوا انكسروا.. وإذا انكسروا فليس لهم علاج لأنهم عواجيز. ثم إنهم من الذين حكم الله عليهم بالعقوبة العمر كله - أي بالقراءة والكتابة!

سيادتها جميلة. قوام رشيق. بشرة مستوردة. نظراتها إن لم تكن تستقر من هنا وتخرج من الناحية الأخرى، فهي نظرات بوليسية تفتشك. وبعد أن يتم التفتيش من البعد تبدأ في العمل. تقول: والآن. عندك كم سنة؟ وزنك كم كيلو؟ وما هي رياضتك المفضلة ومنذ متى بدأت؟ ثم ما هي أمراضك وما هي العمليات الجراحية التي أجريت لك.. ثم العقاقير التي تناولتها؟

وطلبت أن نكتب كل ذلك الآن وحالا. وكتبنا. وأعطيناها أوراقنا وانتظرنا. وشكرتنا لأننا اخترناها دون سائر الجميلات هنا.

قالت لي لكي تطمعنا جميعا - وكنا خمسة: البداية سهلة والاستمرار سهل. وأنها علي كل شيء قدير - هي قالت دون أن تقول إن شاء الله أو إذا أراد ربنا - فقلنا نحن نيابة عنها.. وطلبت إليها أن تلاحظ فروق التوقيت - فنحن جميعا كبار ولنا عمل. وللعمل مواعيد.

هذه الرياضة إذا لم تنعشنا فلن نستمر فيها، وأكدت لها ظروفنا وأكدت لنا قدراتها. خلعت ملابسي. تفتشنا بعينيها وبسرعة توقفت عيناها عند كثير مما رأت. ولكن لا نعرف معنى النظرات والهمسات واللفتات.

ودفعت أمامنا خريطة. وعلى الخريطة جميلات يمارسن الرياضة التي سوف نقوم بها.. وقرأنا في أعلى الصفحة: ثريا بالون - أي الرياضة الثلاثية: السباحة وركوب الدراجة والقفز بعدها والمشي كل يوم نصف الساعة وبعد شهر ثلاثة أرباع الساعة وإن عشنا بعد ذلك ساعة كاملة!

وبمثل حرارة استقبالها لنا ودعناها، فليس من بيننا واحد يستطيع أن يمارس كل هذه الألعاب معا.. ولن ننسى تلك اللحظات الحلوة، ولم تقل شيئا!