أحلام بائع شمس

TT

«هل تذكرين الصيف

وأمسيات الصيف؟

في عامنا الماضي

جانا الهوى الراضي

كالطيف أو كالضيف

والآن عاد الصيف

كيف افترقنا كيف؟!

وكيف يا عيني

صرنا بعيدين؟!

وكيف صار الصيف

في القلب مثل السيف؟!».

كل الأشياء الجميلة تولد في الصيف، وهذا النص الغنائي - المنسوب للشاعر أمل دنقل - ولد في الصيف، وجل قصص الحب تتفتح في الصيف، حتى النخيل - رغم أنف القائد العسكري العثماني - ينضج تمره في الصيف، لكن علينا أن نتذكر أن ثمة فرقا بين صيف وصيف، فحينما تتجاوز درجة الحرارة الـ50، يهرب الشعر، والحب، وقد يصاب قيس بضربة شمس.

عزاؤنا نحن سكان أرض الشمس الساطعة، اللاهبة، الحارقة، أننا سنغدو عما قريب من أهم بائعي الشمس، فالعالم يتجه بسرعة تجاه الطاقة الشمسية المتوافرة في الصحارى كبديل للنفط والغاز، وأوروبا - كما ذكر موقع «سي إن إن» - على وشك استيراد الشمس من شمال أفريقيا، لتغطية 20 في المائة من احتياجات دول الاتحاد الأوروبي من الطاقة الكهربائية المتجددة بحلول عام 2020، وهذا الأمر سرعان ما سيدخل العالم في منافسات شمسية، حينما يدعي كل منا أن شمسه أكثر حرارة، وأن صحراءه أكثر نقاء، وطاقتها أكثر جودة.

ستتحول الصحارى التي ارتبطت بالجفاف والعطش إلى مصادر إرواء وإثراء، فطاقتها الشمسية ستسهم في إضاءة العالم، وتحلية مياه بحاره المالحة، وتشغيل ماكينات مصانعه، وجعل الحياة أكثر جمالا، واستقرارا، وأمنا، يومها سيفاخر العرب - أبناء الشمس الساطعة - العالم، وسيرددون مع القائل:

«من أنتم لولا الصحراء؟

كل الأمجاد العربية ولدت من رحم الصحراء

كل شعارات الحرية خطت برمال الصحراء».

فالصحراء كما يرى العالم الألماني غيرهارد هي ملاذ العالم الذي يمكن أن يزوده بالطاقة، والعالم العربي بموقعه الوسطي، وبشمسه الساطعة طوال العام، في مقدمة البيئات التي يمكن أن تمد العالم بهذه الطاقة المتجددة، ولو يطاع لقصير أمر، لتمنيت على جامعاتنا العربية أن تخرج من سياقاتها البحثية التقليدية، وتوجه الكثير من إمكاناتها إلى أبحاث الطاقة المتجددة، لعلنا نلحق بالركب الذي انطلق بينما كنا في سباتنا.

[email protected]