مولن يقول إن الجيش لا يزال يحتاج للإعلام

TT

بالنسبة للجيش، فإن الأمر يشبه حادث موت مروعا داخل العائلة: كيف تحدث الجنرال ستانلي ماكريستال، وهو أحد أفضل الجنود المحترمين من جيله، بهذه الصورة مع إحدى المجلات؟ إنه شيء يثير حيرة زملاء ماكريستال هنا، وأضحى ثمة حذر جديد في التعامل مع وسائل الإعلام.

ومن المحتمل إجراء تعديل بسيط على العلاقة بين الجيش والصحافة. وقد كان المقال الذي تناولته مجلة «رولينغ ستون» بمثابة صيحة تنبيه لكلا الجانبين تحذر من أن العلاقة القوية بين الجانبين خلال العقد الماضي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات. ويحتمل في الوقت الحالي أن يظهر اتجاه إلى قواعد ميدانية تقليدية بدرجة أكبر مع الابتعاد بمقدار أكبر. وسنرى ما إذا كان ذلك سيثمر عملا صحافيا أفضل أم علاقة أكثر فتورا.

سافر الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلى أفغانستان يوم السبت لطمأنة المدنيين والقادة العسكريين الأميركيين، بالإضافة إلى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، بعد الإقالة الصادمة للجنرال ماكريستال. وتعهد مولن باستمرار الحرب الأميركية تحت قيادة الجنرال ديفيد بترايوس.

وقال مولن لمدنيين وعسكريين إنه يأمل ألا تؤدي هذه المرحلة إلى تراجع في عمل العسكر. وقال لحشد من العاملين داخل السفارة الأميركية «نحتاج إلى أن نحكي قصتنا، ويجب أن تكون قصة جيدة، ويجب أن نتعلم الدروس الصحيحة، وليس الدروس الخاطئة».

وفي مكالمة «فيديو كونفراس» من كابل مع مسؤولين مدنيين وعسكريين في مختلف أنحاء أفغانستان، حذر مولن «لا تبالغوا في ردود الفعل، ولا تبتعدوا عن الصحافة».

ويقول بعض المسؤولين العسكريين إن مجلة «رولينغ ستون» استخدمت مادة لم يكن من المفترض الكشف عنها بصورة غير مناسبة في ملف جاء تحت عنوان «الجنرال الهارب». لكن لم يناقش مولن ذلك داخل أفغانستان. وبالنسبة إليه، فإن القضية الرئيسية هي أن التعليقات المهمة التي أدلى بها ماكريستال ومساعدوه عن إدارة أوباما تمثل تحديا لمبدأ «مقدس» عن القيادة المدنية للجيش بغض النظر عن القواعد الميدانية عن العلاقة مع الصحافة.

وتناول مولن القضية المتضمنة التي أثارتها القصة، وهي قضية عدم الانسجام والخلاف بين مسؤولين مدنيين وعسكريين مشاركين في تحديد السياسة داخل أفغانستان. وأخبر كلا الفرقتين بأنه ما لم يثمر تعاون بين العسكريين والمدنيين «سنُمنى بالفشل».

لقد كان ماكريستال قائدا محبوبا، وقد بدأ مولن كل اجتماع بالحديث عن الجنرال. وقال مولن إنه «صدم» بما حدث، ولكنه كجندي يؤكد على استمرار الباقين داخل كابل في الحرب.

واعترف مولن في طريقه إلى أفغانستان بوقوع إخفاقات مؤخرا في الحملة الأفغانية «لقد استهنا ببعض التحديات» داخل مارجا، وهي منطقة ريفية في محافظة هلمند طهرها المارينز الأميركيون في مارس (آذار) من عناصر حركة طالبان، لكنهم عادوا إليها من جديد. وقال «يعودون في الليل، ولا يزال الخوف قائما هناك». وعن حملة تحقيق استقرار داخل قندهار التي قرر ماكريستال الشهر الماضي إرجاءها، قال «سنستغرق حتى نهاية العالم لنعرف موقفنا» هناك.

وحتى قبل أن يدلي ماكريستال لمجلة «رولينغ ستون» بتصريحاته، كان مولن يناقش مع مساعديه التوصية بإجراء تعديلات على طريقة تعامل الجيش مع الشؤون العامة. وكانت لديه شكوك إزاء نهج «الاتصالات الاستراتيجية» الجديد الواسع، الذين ينظر إلى وسائل الإعلام على أنها وسيلة لتطويع الرأي العام في حملات طويلة لمكافحة التمرد. لكن، يفضل مولن منحى تقليديا بدرجة أكبر، يقوم خلاله المتحدثون العسكريون بتقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات، لكن من دون طموحات وأخطار «القيادة الاستراتيجية الأميركية».

* خدمة «واشنطن بوست»