دليل العثور على صديقك «السائح» جدا!

TT

دليل العثور على صديقك الخليجي السائح في أشهر العواصم والمدن السياحية:

إن افتقدت صديقك الخليجي في بيروت فابحث عنه مساء في «السوليدير»، وهي منطقة تفتقت الذهنية اللبنانية البارعة في صناعتها لتتوافق مع مزاج السائح الخليجي، فهي تتيح بمقاهيها ومطاعمها المتعددة للناس أن يتفرج بعضهم على بعض، وهذا اختزال ذكي لأهم أغراض السياحة الخليجية. وإذا افتقدته في القاهرة ففتش عنه في «كافيهات» شارع جامعة الدول العربية، واتبع خيوط الدخان المتصاعد من «الأراجيل»، فثمة احتمالات كبيرة في أن تجده أو تجد من يدلك عليه. وفي الجزر اليونانية لا تبحث عنه في البحر، ولكن ابحث عنه على الشاطئ، وستجده بكامل أناقته، وملابسه الرسمية. أما في باريس فلا تذهب بعيدا عن «الشانزلزيه»، ومن المؤكد أنه هو من سيعثر عليك. وقد يتطلب العثور عليه في لندن «لفة» في «الكوينز وي»، فإذا لم تجده سيكون في انتظارك في «إدغوار رود». أما إذا كان البحث عن سائحة خليجية فإن الأمر يزداد تعقيدا بعدد «المولات» في المدينة، ومن الحكمة تأجيل البحث عنها إلى ما بعد إغلاق مجمعات التسوق.

بالأمس لفت نظري إعلان طريف في أحد منتديات الإنترنت، وضعه أحد الظرفاء المفلسين من مدمني السفر، يعلن فيه بمناسبة قدوم الصيف وارتفاع درجة الحرارة عن رغبته في السفر على حساب من يرغب في «صحبة ماجد» لتحقيق الفائدة الخامسة من فوائد السفر التي أشار إليها الإمام الشافعي في أبياته الشهيرة:

«تَغرَّبْ عن الأوطانِ في طلب العُلا

وسافرْ ففي الأسفارِ خَمْسُ فوائدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ، واكتسابُ مَعِيشةٍ،

وعِلْمٌ، وآدابٌ، وصُحْبةُ ماجدِ»

وقد عدد صاحب الإعلان مجموعة كبيرة من خصائصه ومزاياه، ومنها: أنه ماجد، ويتحدث الإنجليزية، وحافظ لطرائف الأولين ونوادر المتأخرين، قادر على منادمة الفضلاء، وإضحاك الثقلاء، وأنه موسوعة سياحية متنقلة من واشنطن إلى بانكوك، مرورا بماربيا ولشبونة وروما وأثينا واسطنبول، وقد ذيل إعلانه بعبارة: «للراغبين الجادين في السياحة غير العربية»، ولم يسلم إعلان الرجل من مداعبة الأشقياء، الذين جلبوا له أبياتا للقاضي الطرطوشي تحث على كراهية السفر، يقول بعضها:

«تخلَّفْ عن الأسفار إن كنت طالبا

نجاةً، ففي الأسفار سَبْعُ عَوَائقِ

فإنْ قيل في الأسفار كَسْبُ مَعيشةٍ

وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ فائقِ

فقُل ذاك دهرٌ قد تقادمَ عهدُهُ

وأَعقَبَهُ دهرٌ كثيرُ العوائقِ».

وكل صيف وأنتم «سائحون» جدا.

[email protected]