نجاد ونتنياهو.. هل شاهدتما الصورة؟

TT

طرفان يستفزهما دون شك الحضور السعودي اللافت على المستوى الدولي، خصوصا عندما يكون التمثيل على مستوى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وهذان الطرفان هما إيران وإسرائيل. وقمة الاستفزاز لهؤلاء هي رؤية العاهل السعودي ممثلا للعالم العربي في قمة العشرين التي عقدت قبل أسبوع في مدينة تورونتو بكندا، وبعدها رؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يستقبل بحفاوة كبيرة، وإطراء لافت، ومستحق، من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال إنه يقدر تماما آراء الملك وحنكته، خصوصا أن الملك عبد الله، كما هو معروف عنه، طرح أمام مضيفه الأميركي عدة أمور مهمة، اتفقت عليها الرياض وواشنطن، وهي التأكيد على حق الدولة الفلسطينية، وتمسك السعودية بالمبادرة العربية، وبالتالي بعملية السلام، وضرورة التزام إيران بالمقررات الدولية، والدعوة لسرعة تشكيل الحكومة العراقية.

وكل ذلك يعد نقاطا ليست في مصلحة إيران، أو إسرائيل. لذا رأينا الرئيس الإيراني يصرح من طهران مع نهاية قمة العشرين في كندا، وقبل لقاء الملك عبد الله بالرئيس أوباما في واشنطن، بتصريحات غير دقيقة حول علاقة بلاده بالسعودية، على أمل إحراج السعوديين، والضغط عليهم أمام الرأي العام.

واليوم نرى التسريبات في إحدى المطبوعات الفرنسية، قبل 4 أيام وفي توقيت متزامن مع تصريحات نجاد، التي نفاها مسؤول سعودي، تقول إن الملك عبد الله يقول إن إيران وإسرائيل لا تستحقان الوجود، وهي تصريحات تهدف إلى التشويش على زيارة العاهل السعودي، ويبدو أنها تأتي كرد فعل على ما تم نقاشه في واشنطن بين الملك عبد الله وأوباما حول قضية السلام. وهنا علينا أن نتذكر أن الإسرائيليين كانوا يخططون لإطلاق حملة دولية ضد السعودية قبل أشهر قليلة.

وعليه، فلا يمكن لعاقل أن يصدق مثل هذا الكلام، المنسوب للعاهل السعودي. فهذه ليست لغة الملك عبد الله بن عبد العزيز. بل كيف تكون لغته وهو الرجل الذي قاد التقارب بين الرياض وطهران أيام كان وليا للعهد، حين كان هاشمي رفسنجاني رئيسا لإيران، كما أن العاهل السعودي هو الزعيم الذي أطلق مبادرة السلام التي باتت تسمى اليوم بالمبادرة العربية، فكيف له أن ينهج أي نهج يدعو للحروب، أو التصعيد والأزمات.

وكما أسلفنا، فإن حجم التشويش الذي انطلق في أعقاب جولة خادم الحرمين الشريفين بين كندا وأميركا، يظهر أن أكثر المستفزين هما إيران وإسرائيل. لذا، يبدو أن الرئيس الإيراني، ومثله نتنياهو، لم يشاهدا صور خادم الحرمين الشريفين في كل من تورونتو وواشنطن جيدا، وإن شاهداها فيبدو أن الاستفزاز قد أعمى طهران وتل أبيب عن فهم المغزى الواضح الصريح، وهو أن السعودية دولة حقيقية، وبحضور حقيقي ومؤثر، ودولة ساعية للسلام، وتحترم القوانين الدولية، وليست دولة ضجيج، وفلاشات إعلامية، أو راعية لميليشيات، أو دولة تتهرب من مستحقات السلام. وهذا ما تظهره جيدا صور قمة العشرين، وصور الملك مع الرئيس الأميركي. وصحيح أن الصورة تساوي ألف كلمة، والدليل أن كثيرين قد فقدوا أعصابهم من رؤية تلك الصور.

[email protected]