شروط أميركا السبعة

TT

بدأت الولايات المتحدة تحركا سياسيا مكثفا تجاه الدول العربية للتنسيق معها في حملتها ضد الارهاب بعد جريمة قتل آلاف المدنيين الاميركيين.

اجتمع مساعد وزير الخارجية الاميركي بسفراء السعودية ومصر والكويت وسورية والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية لدى واشنطن، وطلب منهم التعاون مع الولايات المتحدة، وهناك رسالة رسمية تسلمها عدد من الدول العربية تتضمن سبعة مطالب اميركية عاجلة لمعظم الدول العربية.

المطالب الاميركية السبعة تدور حول مكافحة الارهاب سياسيا وتتضمن تأييد أي عمل عسكري اميركي وتقديم تسهيلات له عند الحاجة، وهذه المطالب ستدرسها الدول العربية، وبالتأكيد فان هذه الدول ستتصرف على ضوء تقييمها لحجم العمل العسكري الاميركي واهدافه المحتملة وغيرها من القضايا.

كل ما نتمناه ان ترتبط اي موافقة على المطالب الاميركية بتقديم مطلب عربي جماعي يتعلق بضرورة تدخل الولايات المتحدة واستخدام نفوذها لوقف العنف الاسرائيلي ولاجبار اسرائيل على الانسحاب من الاراضي الفلسطينية والسورية المحتلة، وهذا المطلب ليس في صالح العرب فقط، ولكنه في حالة تنفيذه سيكون دفعة كبيرة لمحاربة الارهاب وتجفيفا لواحد من اخطر ينابيع التوتر والحروب في الشرق الاوسط وفي العالم.

باكستان وافقت على كل الشروط الاميركية رغم حساسية الوضع الداخلي، بل وطلبت رسميا من حكومة طالبان تسليم اسامة بن لادن ولكن هذا ارتبط بمطلب اعلنته باكستان وهو اعادة تقديم المساعدات الاميركية لها التي توقفت منذ 1998، بل واعادة كل المبالغ التي منعت عن باكستان طيلة السنوات الماضية.

العرب عليهم اذا اتفقوا على دعم جهود الولايات المتحدة وبعد التأكد بان العمليات العسكرية لن تطال الابرياء وستذهب مباشرة ضد متهمين حقيقيين، فان عليهم ان يطرحوا دون تردد مطلبهم العادل على الولايات المتحدة، وعليهم تحريك القوى الدولية والمنظمات الدولية وخاصة دول القارة الاوروبية للضغط على الولايات المتحدة لوقف انحيازها لاسرائيل والتصرف بتوازن، وباحترام قرارات الشرعية الدولية بشأن فلسطين وعلى رأسها انسحاب اسرائيلي كامل ودون شروط واقامة دولة وطنية فلسطينية، وهو مطلب عادل ولمصلحة الجميع، ويمثل احتراما للقانون الدولي ويساعد على اعادة الاعتبار للسياسة الاميركية الشرق اوسطية.