إما أن تتأدب أو أن تغلق

TT

هناك فضائية اسمها قناة «الحياة». وهي لا تقدم محاسن المسيحية بل مظاهر الإسلام في الحياة. وتتولى نسوة في المحطة مناقشة مسائل مثل الشهوة والرغبة، ناسيات بغباء موصوف، أن المسيحية في الغرب تجيز زواج الذكور والنساء وأن القانون يعطيهم حق التبني ويعاملهم رسميا كعائلة في قضايا الإرث والنفقة.

وبغباء فاقع وغليظ، تتجاهل القناة ونساؤها، أن البابا بنديكتوس السادس عشر، اعتذر ببيان رسمي منذ أسابيع، عن الاعتداءات الوحشية التي ارتكبها عدد كبير جدا من الكهنة والرهبان على آلاف الأطفال حول العالم. ولأن هؤلاء النسوان لا يقرأن إلا في النصوص التي وضعها رجال الفتنة وتجار الفتنة وجزارو الفتن، فإنهن لا يعرفن أن الشرطة البلجيكية والألمانية اقتحمت الأديرة الأسبوع الماضي، لأن اعتداءات بعض الرهبان على القاصرين والقاصرات لم تعد تطاق.

أن تكون قناة «الحياة» فضائية محمولة لشرح المسيحية، فهذا حقها. أن تكون فضائية لبث الفتنة والتفرقة والتحريض، فهذه مسؤولية الكنيسة التي تدعي تمثيلها ومالكي القمر الصناعي الذي يتولى بثها والدول التي تأوي مكاتبها. وأحب أن أقول للبابا شنودة وأركان الأقباط في مصر، بكل احترام، إن هذه الأصوات القبطية الغالبة على المحطة، إنما تحرض على المسيحيين في مصر وفي الشرق، وليس على الإسلام. والذين يمولون ويكتبون ويقرأون، خصوصا بأصوات الكباريهات، قد يبدون للمشاهد العادي وكأنهم يمثلون المؤسسة المسيحية نفسها، وليس عصابات الفجور والشر. في حين أن الفاتيكان يحاول، من خلال الكنائس الشرقية، إقامة كل جسر تعارف ممكن مع المسلمين، في ضوء التفاؤل الذي طرأ على أعداد المسيحيين في المنطقة.

إن برنامجا واحدا من برامج الرقاعة والسخف التي تبثها قناة «الحياة» كفيل بتفريغ العراق ممن بقي من مسيحييه. ولذا، أتمنى على أخيار المسلمين والمسيحيين أن يتحركوا لوأد هذا الشر، وأتساءل عن مسؤولية الحكومة المصرية في الأمر وما لها من علاقات مع الدول التي يطلع منها هذا الفجور اليومي. لا أحد يمكن أن ينفض يديه من هذه المسألة بحجة أن لا مسؤولية عليه ولا يد له فيها. هذه فتنة يومية معلنة، بالصوت والصورة والألوان: إما أن تخضع لأبسط معطيات القانون المدني والاجتماعي في أي مكان من العالم، وإما أن تطفأ.

منعت بريطانيا، أم الحريات، سائقي التاكسي من المناقشة في أمور الدين مع الركاب، خوف الخلاف. فكيف بفضائية ومعها كل هذه النسوة. وحديث الشبق.