واحد اسمه حسب الله!

TT

في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للثقافة ذكروا اسم أديب مات. فاهتزت الرؤوس يمينا وشمالا بما يدل على أننا نعرف. ونكتفي بذلك. وقام منا من يذكّر بمزايا الفقيد. وأنه لم يلقَ ما يستحقه. وجلسنا وسكتنا.

وتوفي شاعر غنائي ألّف أكثر من ألف أغنية. ترنم بها عبد الوهاب وعبد الحليم وأم كلثوم وشادية وكثير غيرهم، اسمه محمد حمزة. لم يذكره أحد. ولا وجد مناسبة لذلك. وكما مات في صمت نسيناه في صمت. منتهى الظلم وسوء التقدير. ولكن هذا حال الفن هنا والأدب هناك.

ومات الفنان الرسام والمثال الكبير د. فاروق إبراهيم، وكان مرشحا لإحدى الجوائز. وفاروق إبراهيم كان عميدا لكلية الفنون الجميلة. وله تماثيل ميدانية كثيرة. ربما أكثر الفنانين إنتاجا.. وأعماله بارزة واضحة بديعة. والذين أجمعوا في نفس اليوم على منح الجائزة للفنان الكبير مصطفى حسين نقيب رسامي الكاريكاتير، لم يعطه واحد منهم صوته. والرجل قد مات. وقد حدث كثيرا أن تواصينا بمنح الجوائز لأناس قد ماتوا.. أي إعطاء قيمتها المادية للورثة. ولكن.. لا صوت ولا أحد أشار أو كان في نيته أن يعطي صوته لفاروق إبراهيم. ولا صوت!

المعنى؟ لا مبالاة.. أي لا يهم أن يأخذ جائزة هو أو أولاده. منتهى البرود من المجلس. ربما كان السبب الإرهاق، فالجلسات طويلة وأخذ الرأي والصوت عدة مرات يرهق الأعصاب، ويحطمها، ولا نعرف أن نغرقها في الماء والعصير والانشغال بشيء آخر!

سألت أحد الزملاء: ولماذا لم تعط صوتك لحسب الله؟ سألني: ومن هو حسب الله؟ قلت: واحد.. سألني: مات؟ قلت: لا مات ولا عاش. لأنه إن مات لا صوت له وإن عاش لا صوت.. ثم إنه لا يوجد أحد اسمه حسب الله!