معنى الشخصية المصرية!

TT

قرأت أربعين بحثا عن «الشخصية المصرية». وهي دراسات ميدانية لعدد كبير من العلماء في علم النفس والاجتماع والأخلاق والتربية. وقد اعتمدوا على تجارب ميدانية في مراحل سنية مختلفة.

خلاصة هذه الأبحاث:

أن المصري فردي وليس جماعيا. أي أنه يفضل أن يعمل وحده على أن يكون في منظومة.. وهذا واضح في كرة القدم عندما نجد لاعبا ينفرد بالكرة من أول الملعب لآخره.. لماذا؟ لأن الكرة أجوال. ولا يدخل في حسابنا من ساعده من اللاعبين على ذلك.. ثم إنه سلبي. يقول: اللي يتجوز أمي أقوله يا عمي. وبلدك فين يا جحا؟ قال اللي فيها مراتي!

وهو فهلوي.. مهياص.. يقول: إحنا اللي دهنا الهوا دوكو.. إحنا اللي خرمنا التعريفة..

والمصريون يكرهون السلطة، فقد ذاقوا الويل على أيدي الحكام الذين يملكون أرضه ومن عليها وما فيها منذ أيام الفراعنة حتى أيام محمد علي باشا. كنا عبيد الأرض عبيد السلطان.. وفي نفس الوقت يتمنى المصري أن يكون في السلطة ليفعل ما يشاء لمن يشاء، والمثل يقول: إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه.. يعني إن فاتك أن تعمل في الحكومة تمرغ في تراب السلطة..

ولما تساءل الباحثون عن أن المصري لا ينتمي. وجدوا أن الحق معه. كيف ينتمي لأرض لا يملكها. ويدافع عن أرض لا يملكها. وقد لاحظ علماء الحملة الفرنسية أن الفلاح المصري له وجه يشبه التربة.. مشقق ولا يبدو عليه أي تعبير؛ لأنه يخاف أن يبدي الغضب فيضاعف له العذاب، أو يبدي الرضا فيجردونه من أسباب هذا الرضا. ولذلك اختار الوجه الذي لا ينتمي.

إذن هو في حاجة إلى أن يملك ليدافع عن الذي يملكه: أعطني أرضا أعطك جنديا يدافع عنها وفلاحا يزرعها.. فلم يكن هناك فرق بين أي فرعون وبين السلاطين والمماليك.. فكلهم يملكون الفلاح وأرضه وزرعه وحيواناته وحياته ألوف السنين!