العراق.. إذا كان زواج متعة!

TT

عندما قال السيد عمار الحكيم إن تحالف حزبه مع دولة القانون زواج إسلامي لا طلاق فيه، وعلقنا بالقول إن في الإسلام طلاقا، وهو أبغض الحلال، كما أن في الإسلام تعددا أيضا، تصدى لنا المحسوبون على المجلس الإسلامي ودولة القانون، بالشتائم والتخوين.

والواضح اليوم - مع التقارب الملحوظ، بين كتلة العراقية، برئاسة الدكتور إياد علاوي، ودولة القانون بقيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والحديث عن تحالف بينهما سيقود إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، والشد الواضح إعلاميا بين الحكيم والمالكي - أن تحالف الحكيم والمالكي، أو الأحزاب الشيعية الكبرى، ليس تحالفا لا طلاق فيه، بل إنه كان أشبه بزواج المتعة، فقد تصدع قبل أن يجف حبره. وهذا أمر متوقع، حتى وإن حاولت طهران من جديد جمع ما لا يجمع، فلن يستمر ذلك التحالف لأنه يقوم على منطق مذهبي، لا لغة مصالح وطنية، بل هو تحالف أريد منه إقصاء علاوي والعراقيين الذين انتخبوه.

فمن الواضح أن السيد نوري المالكي على استعداد للتحالف مع أي كان في حال ضمن له ذاك التحالف الحصانة، والبقاء في السلطة، ولو على أطرافها، وليس على رأس الهرم، خصوصا أن المالكي قد قال مؤخرا إنه لا ضير في أن يتولى علاوي رئاسة الحكومة، وهذا تطور، خصوصا أن المالكي قد شكك في فوز علاوي، وطالب بإعادة فرز الأصوات، ثم عاد وشكك في آلية الفرز نفسها، وشن هجوما على الجميع، واتهم علاوي بالخضوع للخارج، إلا أنه عاد اليوم ليقول إنه لا ضير في أن يتولى علاوي رئاسة الحكومة. وصحيح أن المالكي قد أتبعها بـ«لكن»، و«لو»، إلا أنه بات من الواضح أن المالكي قد شرع في وضع السلم استعدادا للنزول من فوق الشجرة، كما يقال.

ومن هنا يتضح أن المالكي بات يحاول العودة للنصف، استعدادا للذهاب في اتجاه علاوي، أو أيا كان لضمان موطئ قدم في السلطة، وليس زواجا لا طلاق فيه كما يقول الحكيم، كما أن المالكي لا ينطلق من مبادئ وطنية مثلما يريد أن يقنعنا المحسوبون على رئيس الوزراء، بل البقاء في السلطة.

الدرس من كل ذلك هو أن التيارات الإسلامية في العراق، وتحديدا المتلحفة بالعباءة الطائفية، تخسر يوما بعد الآخر في استخدامها شعارات دينية، وأحيانا كثيرة مذهبية. وذاك مؤشر على قصر النظر، فلو تأمل هؤلاء ما يجري حولهم لوجدوا أن إيران التي تعيش على الشعارات الدينية – سياسيا - تترنح، كما أن الجماعات الإسلامية، المتطرفة أو من تدعي الاعتدال، بمنطقتنا في ضياع. فالمهم لمن يريد أن يحكم الناس أن يقدم لهم أمنهم، وغذاءهم، لا الشعارات، وعلى مبدأ (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). فكان مفروضا على البعض في العراق أن يتعلم من درس انتخابات مجلس المحافظات العراقية حيث كان مؤشرا على أن العراقيين يريدون من يقدم لهم استقرارا وأمنا وخدمات، وليس شعارات، وحديثا عن زواج وطلاق!

[email protected]