كأنهم لم يموتوا!

TT

إذا مت فسوف أترك ورائي 250 كتابا. وسوف تقول إنها ثروة، والحقيقة أنها لا ثروة ولا قيمة لها. وسوف يجد الناشرون فرصة لبيعها والدعاية لها. ولو فرضنا أن كل كتبي بيعت مرة واحدة، فلن أحصل على واحد على ألف مما يحصل عليه هؤلاء الذين عاشوا يكسبون الملايين. وماتوا يكسبون الملايين أيضا..

المطرب الشهير الراحل ألفيس بريسلي يكسب في العام بليون دولار. أسطوانات وألبومات وصور وزيارات لبيته.. وبيته هو أشهر بيت بعد البيت الأبيض.

ومطرب الخنافس جون لينون يكسب سنويا بعد وفاته مائتي مليون.. هذه الثروة تؤول إلى أرملته اليابانية يوكو أونو..

ومارلين مونرو التي باعوها حية، يبيعونها الآن ميتة.. صدرها وشعرها. وهي تكسب سنويا بعد وفاتها 16 مليون دولار. ومارلين مونرو ماتت عن 36 عاما سنة 1963.

ومايكل جاكسون يكسب سنويا مبلغ 168 مليون دولار، وهو توفي فجأة في يونيو (حزيران) العام الماضي، وما زالت أسطواناته وألبوماته تباع في كل الدنيا. والممثل الشاب جيمس دين بطل فيلم «ثائر بلا قضية»، وكان لهذا الفيلم أثر قوي عند الشباب في ذلك الوقت.. بل اعتبروه بيانا ثوريا، وقد توفي سنة 1955 عن 25 عاما. وكانت صور جيمس دين على كل شيء في الدنيا من المأكولات والملبوسات.. صورة شاب جاء منكوش الشعر، يكسب ستين مليونا سنويا.

ثم عمدة الرواية البوليسية أغاثا كريستي التي توفيت سنة 1976 عن 95 عاما. وتركت 88 كتابا و77 رواية، تكسب أربعين مليونا سنويا. وهذه الثروة يقبضها حفيدها.

والعالم الشهير ألبرت أينشتين الذي توفي عن 76 عاما سنة 1955.. حصيلة بيع كتبه وأفلام الكرتون عنه 13 مليونا كل سنة!

توفي أستاذنا العقاد، فلما فتحنا صندوقه الخشبي وجدنا سيفا من ذهب قد تلقاه من شيعة إيران.. ويا ليتهم بعثوا بثمنه.. ثم قائمة بأسماء أصدقائه المساكين الذين كان يساعدهم كل شهر، هذا بجنيهين وذاك بجنيه واحد!