كل ذلك من أجل الحرب!

TT

«الناس يتفرجون على أول قاطرة بخارية ابتدعها الإنسان. وكانت مصدرا للقوة. وهذه القوة أطلقوا عليها اسم الثورة الصناعية».. الكتاب من تأليف وليام روزن واسمه «أقوى فكرة في العالم - قصة البخار والصناعة والإبداع».. فإذا وقف الناس أمام هذه الآلة فسوف يجدون أن شكلها قبيح، ولا يمكن أن تكون مصدرا للثورة الصناعية في أوروبا كلها..

وأمام كل اكتشاف أسطورة. يقال إن المهندس ستيفن وابنه كانا يصنعان الشاي. ولاحظا أن إناء الشاي يتحرك. هنا ولدت الفكرة العبقرية. إن هذا البخار إذا حبسناه ثم أطلقناه في نظام فإنه سوف يؤدي إلى معجزة علمية. وهذا ما حدث بالضبط. فالأب وابنه انتقلا بسرعة من الإناء إلى القاطرة، ومن القاطرة إلى التوربين الذي يدفع البخار ويدفع القاطرة إلى الإمام..

وكما قيل عن سقوط تفاحة على دماغ نيوتن. هذه التفاحة وسقوطها جعلت نيوتن يفكر في جاذبية الأرض للأشياء. واكتشف بعبقريته قوانين الجاذبية الأرضية والجاذبية بين النجوم والكواكب.

سواء حدث هذا أو لم يحدث، فإن الفكرة العبقرية تولد فجأة وهي تولد لأن أحدا من الناس لم ينشغل بشيء سواها. وكان هذا الانشغال مكافأة للبشرية..

وتطوير هذه الأدوات لم يكن من أجل السلام وإنما من أجل الحرب مثل: الرادار والبنسلين.. كانا في الأصل لخدمة الجنود ثم صارا في خدمة كل الناس. وكذلك كل الاختراعات الخاصة بسفن الفضاء، صارت بعد ذلك لخدمة كل الناس. وكل اختراع بدأ بصورة كئيبة ولكن بعد ذلك تصبح هذه الأجهزة في غاية القوة والجمال.

ومن يذهب إلى متحف الفضاء فسوف يجد الأجهزة بدائية.. خراطيم وأنابيب وخوذات وكلها قد اختفت بعد ذلك وظهرت في صورة أكثر أناقة.. ثم الأنسجة التي استخدمت لصناعتها تحولت لخدمة عامة الناس.. وملابس رائد الفضاء غاغارين تبعث على الضحك ولكن الرواد الآن من نجوم السينما!