امرأة سيئة الطباع ووقحة

TT

قابلته صدفة في أحد الأماكن وسلم علي بحرارة منقطعة النظير، وأبدى إعجابه بما أكتب، وما بين كل جملة وجملة يقولها، كنت أقول له: شكرا، وعفوا، وأستغفر الله.

وبعد فاصل لا بأس به استغرق عدة دقائق من المديح المفرط من جهته، ومن (التواضع المزيف، والغرور الحقيقي) من جهتي.

وإذ به يردف قائلا: إنك لا تصدق مقدار شغفي وتأثري وتفاعلي وحماسي مع مقالك المثير الذي قرأته بالأمس، ولكنني أرجوك أن تذكر لي ماذا كانت نهايته؟!

فتعجبت وقلت له: لماذا تسألني وأنت قد قرأته؟!

قال: أرجوك أن تعذرني فالواقع أنني لم أستطع أن أكمله لأن النعاس قد غلبني وأنا أقرؤه، وذهبت لكي أنام قبل أن أتمّه، وفي الصباح أخذ الخادم الجريدة ورماها في صندوق الزبالة.

قلت له: لا اطمئن ما فاتك حاجة، فكلنا في النهاية مآلنا ذلك، إلا من رحم ربي.

* * *

كنا مجموعة من الأصدقاء المختلفين، أو بمعنى أصح، المتناقضين أو المتنافرين، وطرح علينا أحدهم سؤالا ساذجا افتراضيا وهو: ماذا تتمنى أن تكون لو تقمصت روحك جسد حيوان؟!

فتقاطرت الأماني من النمر إلى الغزال إلى الصقر، بل إن أحدنا تمنى أن يكون (ناقة) - وهو يقصد الجمل ولكن خانه التعبير -.

من ناحيتي تمنيت لو أكون (جربوعا) في أرض جرداء خالية من أي إنسان، لكي أمارس فقط هوايتي المفضلة بالقفز والركض في الليالي المقمرة مع جربوعة يعشقها فؤادي.

أما أعجبنا أمنية فكان من تمنى أن يكون (رخمة) - وهي من أحقر الطيور على وجه الأرض - وعندما سألناه لماذا؟! قال لكي لا يحسدني أحد، ولا يحتاج لي أحد، ولا أتعرض لأي مضايقة، وأستطيع أن آكل أي شيء.

* * *

ركب بجانبي وكنت أقود سيارتي (بعفاشة) لأنني وقتها كنت (منرفزا)، فقال لي: اهدأ، فيجب أن نعامل السيارة برقة مثلما نعامل النساء، رددت عليه بقرف: ليس كل النساء، قلت له ذلك ثم ضغطت على دواسة البنزين مفحطا أريد أن أخلخل مفاصل سيارتي، كما لو أنها كانت امرأة سيئة الطباع ووقحة.

[email protected]