لوحة واشنطن تحملها الملائكة!

TT

نحن أمام الظاهرة الصينية، فأنت تجد كل الصناعات بين يديك وتحملها وعنوانها «صنع في الصين». الدول الصناعية اشترت دماغها وراحت تنتج أو تجمع أجزاء السيارات والثلاجات والغسالات في الصين. فالعمالة رخيصة.. ثم إنها قد ضمنت أن لا تقوم الصين بسرقة هذه المصنوعات..

وفي الأسواق كل شيء صغير أو كبير قد تم صنعه في الصين. كيف؟ نحن لا نعرف هذه القدرة الفذة على عمل كل شيء وأي شيء في الصين.

فنحن مقبلون على رمضان وقد امتلأت الأسواق بفانوس رمضان وأناشيد وأغاني رمضان مع السجادة والقرآن الكريم لعدد كبير من القراء. ويحدث في كل مكان أن تقوم الصين بإنتاج كل ما يحتاجه أي مجتمع في أي مكان..

أما كيف يغرقون الدنيا بمصنوعات فذلك أمر يبعث على الحيرة والإعجاب أيضا.

وقد حدث بعد وفاة أول رئيس أميركي في ديسمبر (كانون الأول) سنة 1799 أن فوجئ الأميركيون بلوحات فنية للرئيس واشنطن وقد حملته الملائكة إلى السماء. ولم تكن لوحة على الزجاج واحدة وإنما مئات ألوف اللوحات التي سارع الأميركيون بشرائها..

ولوحة أخرى للرئيس واشنطن وقد وضع يده على فمه، فقد كان طاقم الأسنان الصناعية غير محكم. وكثيرا ما وقع والرئيس يتكلم..

هذه اللوحة وهذه الظاهرة بدأت في نهاية القرن الثامن عشر. نفس الظاهرة، ولا شأن لها بالنظم السياسية في البلاد.. فهذه الظاهرة تحيرنا، فالصينيون عرفوا ماذا يريدون. إنهم لم يتوقفوا ليفكروا، فذلك مضيعة للوقت. إنهم لا يعرفون إلا شيئا واحدا: العمل.. العمل حياة.. العمل الدين. ولكي يعيش الصيني لا بد أن يعمل. أما أين يذهب عمله فهناك أناس آخرون يوزعونه على الكرة الأرضية. فأينما تذهب سوف تجد الصناعات الصينية من الإبرة إلى الصاروخ إلى سفن الفضاء التي أطلقتها الصين أخيراً..