أنا وكلبي والفلسفة!

TT

الصورة هكذا: أجلست كلبي فوق دائرة المعارف الفلسفية. وسألته: قل لي يا كلب يا ابن الكلب هل تعلم بأنني مريض. هز ذيله بأنه يعرف..

سألته: هل يحزنك صوتي وأنا أقول آه؟

هز ذيله بما معناه أن صوتي قد نسي وحدته فلا يشعر أنه وحيد.

- هل ابتلعت صوتي؟

- (هز ذيله يمينا وشمالا)..

- يعني لن تجد من يقدم لك الطعام ويدفعك إلى الحمام لتستحم وإلى الحلاق وإلى الطبيب..

وهز ذيله بما معناه أن هذه مشاوير مفيدة غير ممتعة.

- قل لي يا كلب يا ابن الكلب، تصور نفسك واحدا مثلي يقرأ ويكتب ويتوجع ويقول آه.. وهو يعلم أن هذه الآه لا معنى لها.. فلا أحد يسمعها وإذا سمعها فإيه يعني؟ إنها مشكلة شخصية.. أنا الموجوع وأنا الذي أقول آه رغم أن ليس لها أي معنى.. لا هي تخفف الألم ولا هي تستدعي الطبيب أو من يجد حلا.. وقلت: آه بالقوي.. قفز الكلب من فوق الموسوعة الفلسفية.. ووضعتها على الأرض ورجوت الكلب أن يتبول عليها أو أكثر. ولم يشأ أن يفعل شيئا وإنما راح يلحسها. لقد وجد فيها نوعا من الأملاح هو في حاجة إليها..

قلت له: قل لي يا كلب يا ابن الكلب تحب الفلسفة؟

فهز ذيله بقوة.. أي يحبها.. وسألته إن كان يحب الفلاسفة، فأشار بأنه يحبهم. وسألته إن كان يعرف أحدا منهم، اقترب مني بما يدل على أنني واحد منهم. قلت له: هل أنت فيلسوف؟ لم يشأ أن يهز ذيلا ولا رجلا وكأنه لم يسمع السؤال.. فأعدته. واستعاد الصمت والهدوء كأن مجرد ذكرها يدعو إلى النوم. ونام وراح يحلم بما يراه النائم في نومه. شكرا.. لقد تبول على الموسوعة الفلسفية. من قال إنه لا يفهم الفلسفة؟ والذي يفهمه يكرهه والذي نحترمه نجد من يتبول عليه.. بل لقد درس الفلسفة وتعمق فيها ورأى أنها لا تساوي أكثر مما تستحقه من كلب ابن كلب!