تبارك الله أعظم الخالقين!

TT

الحقيقة مش عارف أقول لك إن مرصد هابل قد التقط مئات ألوف الصور لهذا الكون قبل أن يكون كونا من ربع مليون سنة.. وهي الصورة الوحيدة الرائعة التي تدلنا كيف كان هذا الكون عندما تكوّن. فالطريق اللبنية ظهرت بوضوح وظهرت النجوم تتوالد وتتساقط وتتباعد وتتماسك، أي إنه في الوقت الذي بدأ فيه الكون يتكون ويتنافر ويتسع، كانت قوى جذب هائلة تشد بعضها بعضا. فالكون بين جذب وشد استغرق ألوف ملايين السنين. وعمر الكون الآن هو نحو 14 ألف مليون سنة.

ولكن صورة مذهلة – يا ريت يعرضوها - هذه الصورة التقطها مرصد بلانك التابع لهيئة الفضاء الأوروبية. الصورة واضحة جدا؛ ألوانها وحركتها والغليان الضوئي والفوران وما لا نعرف أن نسميه. هذه الصورة من الوضوح لدرجة مذهلة، فقد تطورت صناعة العدسات وتطور مركز تجميع الصور لكي نراها أوضح.

وقد احتفلت هيئة الفضاء الأوروبية بالصورة التي التقطتها عدسات مرصد بلانك المداري على أنها تحفة التحف. والحقيقة ممتعة. فقد رأيت الصورة بأحجام كبيرة وألوان الفوران. ما هذا الذي يحدث؟.. ولا بد أن هناك ضوضاء وانفجارات، والتصادم والتجاذب إلى الوراء، والتجاذب إلى الخلف. ونحن لا نعرف بالضبط كيف استطاع الكون أن يتسارع إلى الوراء - اعذرني لاستخدام كلمة الوراء والأمام فليس لها أي معنى.. إلا عندنا نحن.

وقد ظهرت البقع السوداء تلتهم ما لا عدد له من الأجسام المحطمة التي هي الحجارة والرمال والغازات والجليد. كل ذلك في وقت واحد.. أي كل ذلك وفقا لخطة. ما الحكمة؟ ثم إلى أين يتجه كل هذا الكون الذي لم يبرد بعد ولم يهدأ بعد ويتجه إلى الوراء إلى حيث لا نعرف، ولكن لماذا؟ هذا السؤال لا مكان له في علوم الفلك وإنما في الفلسفة والدين. لأن الفلك هو علم الماضي.. فكل ما نراه قد كان، وأنت إذا نظرت إلى السماء فالذي تراه ليس موجودا الآن. إنما هذه صورته من ساعات، من سنوات. وصورة الكون التي نراها الآن هي صورة تذكارية لطفولة الكون الذي جاوز الأربعة عشر ألف مليون سنة..

وسوف تطبع هيئة الفضاء هذه الصورة التذكارية قريبا وسوف نرى العظمة والأبهة والجلال والجمال - تبارك الله أعظم الخالقين..