هل أنا شجاع جبان.. أم العكس؟!

TT

«ليست الشجاعة هي أن لا يرتجف قلبك، بل هي أن لا يعرف أحد أنه يرتجف».

- وهذا هو الفرق بين قلب الخروف وقلب الأسد، وهذا هو الفرق بين المقتول والقاتل في ميدان المعركة، وهذا هو الفرق بين اثنين متورطين في مصيدة، أو في «أسانسير» معطّل، أو متجاورين على مقعدين في طائرة تحترق وتهوي إلى الأرض.

الكل خائف، ولكن هناك من يصيح ويرتجف خارجيا، وهناك من يتصنّع الابتسامة ويرتجف داخليا.. عن نفسي أقول: إنني أبتسم وفي نفس الوقت أصيح، وكل أعضائي ترتجف خارجيا وداخليا بما يشبه الزلزال.. ولا أدري إلى الآن، هل أنا شجاع جبان، أم جبان شجاع!

* * *

* شتائم «فنية» أعجبتني:

- بعد أن رفضه جميع الناشرين.. قرر أن يكتب للأجيال القادمة!

- إنه ضئيل الحجم جدا.. خسارة فيه جلده.

- إنها تضحك كثيرا.. لأن أسنانها جميلة، فقط لا غير!

- إنها من بطلات الرياضة.. رياضة اللسان الطويل.

- كانت ذنوبه كثيرة حتى إن الملاك الذي يسجل الذنوب تعلم «الاختزال»!

- أقاربه أكثر من أقارب الميكروب!

- الكثيرون يتصورون أنه أذكى الأذكياء.. وكل ما هناك أن غباءه من نوع جديد!

- إنها مثل الطاووس.. من دون جماله.

- له وجه إذا رأيته مرة.. لن تستطيع أن تتذكره أبدا!

* * *

شاهدت امرأة تسير على الشاطئ وتجر خلفها كلبها وقد ألبسته في قائمتيه الخلفيتين جزمتين، فلم أتمالك نفسي إلا أن أسألها لماذا تلبسه في رجليه فقط دون يديه، فنظرت إلي ثم رفعت «خشمها» إلى فوق أكثر من اللازم وقالت: ولماذا ألبسه في يديه؟! هل أنت تلبس الآن جزمتين في يديك؟!، وقفت أمامها صامتا مستسلما وكأنني تلميذ صغير متعود على التأنيب، ورحت أقلب يدي وأنظر إليهما قائلا بانكسار: صحيح، معك حق، إنني لا ألبس بهما شيئا. واستدارت وأعطتني قفاها وذهبت، وتبعها كلبها وهو ينظر إلى الخلف ويحدجني بنظرات عدائية، وكأن الملعون قد فهم الحوار الذي دار بيني وبين سيدته.

ولكن تعرفون؟! إنني أستاهل ما أتاني من ردها، وإلاّ ما شأني أنا وما شأنها مع كلبها، إن شا الله تلبسه حتى مايوه بكيني، هي حرة بكلبها مثلما أنا حر بنفسي.

فعلا هكذا هم «عريبيا»، الواحد منهم دائما «يدس خشمه في ما لا يخصه»، المشكلة أنني لا أستطيع أن أخرج من جلدي.

[email protected]