إنها وليمة فخمة!

TT

لم أكن أعرف أن أمير الشعراء أحمد شوقي نظم هذا العدد الكبير من الأغنيات الشعبية التي تغنى بها محمد عبد الوهاب، وكانت أولى الأغنيات سنة 1924 قبل وفاة شوقي بثماني سنوات، فقد تزوج ابنه علي وألف شوقي هذه الأغنية:

«دار البشاير مجلسنا.. وليل زفافك مؤنسنا

إن شاالله تفرح يا عريسنا.. وإن شاالله دايما نفرح بيك»..

وأغنيات كثيرة أخرى غناها عبد الوهاب.. مثل «في الليل لما خلي».. «الله يحب الجمال».. «يا ليل الوصل».. «النيل نجاشي».. «بلبل حيران»..

أما القصائد العظيمة فهي كثيرة وتقاسمها عبد الوهاب وأم كلثوم..

وفي جلسة واحدة سوف تستمتع بتاريخ الغناء العربي لعبد الوهاب وأم كلثوم من شعر أمير الشعراء أحمد شوقي.. إذا أنت أتيت بكتاب اسمه «شوقيات الغناء» تأليف أحمد عنتر مصطفى. وسوف ترى جمال شوقي في شعره الغنائي بالعامية والفصحى. ثم إن شوقي كان يحب أن يستمع إلى الأغنية مرة وهو جالس وحده، وهذه هي المتعة الفنية، ومرة مع الناس، وهي المتعة الشعبية.

مرة واحدة أدت إلى جفوة كبيرة بينه وبين سيدة الغناء العربي أم كلثوم.. فقد كانت هناك قصيدة وكان شوقي يحب أن تغنيها المطربة ملك، وكان معجبا بصوتها، فغضبت أم كلثوم. أما القصيدة فهي:

«يا حلوة الوعد ما نساك ميعادي..

عز الهوى أم كلام الشامت العادي»

وذهبت الجفوة وعادت أم كلثوم تتعبد في ديوان شوقي وتحب الحب والمديح.

لقد غنى عبد الوهاب لشوقي أربعة مواويل وستة مونولوجات وطقطوقة واحدة وتسع عشرة قصيدة فصحى، وكلها ست وثلاثون تحفة فنية.

إنها وليمة فخمة إذا قرأتها.. وروعة إذا سمعتها.. وأبهة إذا أنت احتفظت بها لتعود إليها من حين إلى حين. جرب.. أنا أسعدني ذلك مرات كثيرة!