نجوم

TT

كم كان مفاجأة لطيفة (وأشبه بنسائم منعشة في أيام الصيف الساخن هذا) ما تلقيته من ردود فعل وتفاعل جميل بخصوص مقالة «السيد» التي كانت بحق معالي السيد أحمد عبد الوهاب رئيس المراسم الملكية الأسبق بالسعودية، ولقد فتح التفاعل الذي لقيته مع الأصدقاء والأحبة المجال للحديث عن النماذج المشرقة والمشرفة من الرجال الذين ساهموا بأمانة وجدية في خدمة بلادهم بعطاء وتفان في مختلف المناصب.

فالمناصب الوزارية شهدت بروز أسماء راقية ومؤثرة وفاعلة في العمل الوطني والعطاء الكبير. فالتعليم العالي برز فيه اسم الرجل الفاضل حسن آل الشيخ الذي أدار الدفة بحكمة وعقلانية كبيرة، وهناك أول وزير للعدل محمد علي الحركان الذي عرف برجاحة تفكيره وسويته في التعامل مع الناس والمسائل، ووزراء المشاريع الكبرى بالمواصلات مثل محمد عمر توفيق وحسين المنصوري وناصر السلوم الذين كانوا مضرب الأمثال للعطاء والعمل الدؤوب وإطلاق النتائج بالعمل - وليس بالتصريحات - ونظافة اليد وعفة اللسان، وساهموا جميعا في تكوين شبكة من الطرق هي عبارة عن نموذج حقيقي وحي للترابط الوطني.

وهل يمكن نسيان الدور الفذ والكبير للرجل المحترم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان، الشيخ جميل الحجيلان، رائد الإعلام في السعودية (الذي خدم بعد ذلك في مواقع أخرى بنفس الكفاءة والقدرة والجدية والاحترام) ليكون مضربا للأمثال ولا يزال. وهناك العملاق محمد سرور الصبان الذي كان مركز ثقل أدبي وأخلاقي في وزارة المالية مؤسسا منهجا في التعامل والتخطيط والرؤية الوطنية في قطاع وركن أساسي من الدولة. وهناك «مجاهد التعليم الكبير» الدكتور محمد الرشيد الذي خاض معركة تطوير التعليم الحديث ببسالة وأمانة ورقي دفع فيها ثمنا كبيرا من وقته وجهده وأعصابه. وكان معهم إبراهيم العنقري يؤدي دوره بجدارة ومسؤولية في مواقع مختلفة، حريصا على تأدية المطلوب مع التواصل مع الناس.

ومن ينسى أدوار الدكتور رشاد فرعون بثقله وحكمته، ومحمد النويصر بجدارته وحنكته، وعبد العزيز السالم بدرايته وحرصه، وهناك عبد الله النعيم ومحمد سعيد فارسي وعبد الله عريف في تخطيط أمانات المدن الحديثة، وفي الجامعات هناك منصور التركي ومحمد عبده يماني وبكر بكر الذين أدوا أدوارا تاريخية في بناء صروح تعليمية. وهناك عثمان الصالح ومحمد الفدا وعبد الرحمن التونسي الذين كانوا أيقونات ومضرب الأمثال في الإدارة التعليمية الحديثة.

ولا يمكن نسيان شخصيات متألقة وبارزة أخرى مثل سليمان السليم في وزارة التجارة، ولا هشام ناظر في وزارة التخطيط، ولا أسامة شبكشي في وزارة الصحة، ولا أنور جبرتي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وعبد العزيز القريشي ودوره المهم في محافظة مؤسسة النقد السعودي، وأحمد محمد علي في البنك الإسلامي للتنمية.

وهناك أسماء تسطع بالبريق اللامع في الأمانة وتحمل المسؤولية، وإن كانوا في الصفوف التالية وليسوا في الواجهة. فهناك أمين عطاس في وزارة الأوقاف، وصالح أمبة مؤسس جامعة البترول والمعادن. وهناك شخصيات أخرى أخذت حيزا أسطوريا في الذاكرة السعودية، مثل غازي القصيبي وعبد الله السليمان وعبد العزيز التويجري وحافظ وهبة ويوسف ياسين.

السعودية تمكنت من إخراج الكثير من الأمثلة القيادية الناجحة التي عرف عنها الصيت الطيب واليد النظيفة والأداء الفعال، وما تم سرده هو مجموعة من أسماء لامعة مشرفة بحق هذه البلاد، لكي يفتخر بها أبناؤها، وكل الأمل أن يتم توثيق هذا للأجيال القادمة، بإذن الله. حفظ الله البلاد وبارك في أهلها دائما.

[email protected]