النبي أكل الهدية!

TT

أحيانا تكون الهدية رشوة مهذبة، وأحيانا تكون الرشوة هدية وقحة. ونحن في عصر الوقاحة المغطاة بأوراق الورد والفل: لغة المجتمع التجاري الاستهلاكي.

وكثير من القضايا المعروضة على المحاكم في العالم: هدية وقحة. والقانون يتدخل حتى يعرف إن كانت هدايا أو رشوة..

وهناك عشرات الوزراء في العالم العربي والغربي.. وكلهم أحياء يحاكمون يحاسبون ويحشدون جيوشا من المحامين..

وفي الكتاب المقدس أن زوجة الملك هيرود طلبت من زوجها هدية لن تكلفه مليما واحدا. هديتها رأس النبي يوحنا المعمدان الذي كان يصرخ في البرية: بنت الزنى.. بنت العار.

وهو يقصد الملك هيرود وزوجته وابنة زوجته: سالومي. وكما وعدها برأس يوحنا المعمدان وعدته بأن ابنتها الجميلة سوف ترقص عارية.. ورقصت سالومي عارية، ووفى زوج أمها بالوعد وأتى برأس النبي يوحنا المعمدان الذي وصفه الكتاب المقدس: الصارخ في البرية أو الذي يؤذن في مالطة..

وتغيرت أشكال الهدايا والرشاوى من فضة إلى ذهب إلى ماس إلى رؤوس تطيح تحت ضرب السيوف.

ويقال إن أحد ملوك الإغريق ضاق بفيلسوف لا يسكت لا ليلا ولا نهارا وإنما هو «ينبح» الرذيلة.. وسكت الملك عن هذا الفيلسوف وكان يتنقل به من مكان إلى آخر ليعرف مكان الفساد في مملكته ومعه كلب حقيقي ينبح.. فوجد أن الفساد عام. ولما انتهت إحدى رحلات كشف الفساد دعاه الملك هو وصاحبه إلى عشاء صاخب فيه رقص وطبل وزمر. فامتنع الكلب عن الطعام. فسأل الملك، فقيل له: إن هذه أول مرة يسكت فيها الكلب عن النباح. ولكن الملك يريد أن يعرف. فوجئ بأن الكلب وضع رأسه على السيف. فالفساد عام وقوي لدرجة أن الكلب غير قادر على النباح. وفضل أن يموت قتيلا على أن يعيش ينبح ليلا ونهارا..

ويقال إن الخليفة عمر بن عبد العزيز قد أهديت له صناديق من التفاح اللبناني وكان يحبه جدا. فقيل له إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية. فقال عمر بن عبد العزيز: إن الهدية كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية.. أما أنا فالهدية رشوة!

وأصر على رفض التفاح وأية هدية أخرى!