اسكتوا وتكلموا في نفس الوقت

TT

هناك مثل فارسي يقول: شيئان يدلان على الضعف: أن تسكت عندما يكون من المناسب أن تتكلم، وأن تتكلم عندما يكون من المناسب أن تسكت.

وأقول لكم الحق، إن ذلك المثل أعجبني، وبحكم أنني لا أريد أن أكون ضعيفا، فد أخذت أطبقه في حياتي الشخصية يوما بيوم.

ونصيحتي لكم إذا أردتم السلامة مثلي فعليكم أن تسكتوا وتتكلموا دفعة واحدة، وفي نفس الوقت.

* * *

كان الضحاك بن مزاحم، رجلا خفيف الدم، لهذا سموه (الضحّاك)، وكان له صديق نصراني، فقال له يوما: لماذا لا تسلم؟! قال: إنني أحب الخمر ولا أصبر عنها، قال له: أسلم واشربها، فأسلم ولكن الضحاك قال له بعد ذلك: إن شربتها حددناك ثمانين جلدة، وإن ارتددت قتلناك، فانقطع عن شرب الخمر خوفا، وبعد فترة تعود على تركها وحسن إسلامه.

غير أن السيد الضحاك لم يتركه في حاله، فاقتحم عليه داره في أحد الأيام ومعه مجموعة من الرجال الأشداء، وطرحوه وكتفوه وختنوه قسرا، وتركوه ينزف بدمائه بين الحياة والموت، وعندما شفي بعد فترة، ارتد عن الإسلام وهرب ولم يعثر عليه حتى (يومنا هذا).

لكن أهم شيء أنه تختّن، وكان الله يحب المحسنين.

* * *

دخلت لدائرة حكومية لمقابلة رئيسها، وهالني جمال المبنى وضخامته وكثرة موظفيه، فسألت الرئيس قائلا بإعجاب: ما شاء الله، كم شخصا يعمل في هذا الصرح الشامخ؟! فأجابني بكل فخر: «نصفهم تقريبا»، فقلت له ما شاء الله، ما شاء الله.

* * *

أعرف شابا لديه من المزايا الشيء الكثير، ومشكلته الوحيدة هي الخجل، فهو يخجل حتى من ظلاله، وقد تعرف بفتاة وهام غراما بها، ولكنه من شدة خجله لم يستطع أن يصارحها أنه يريد الاقتران بها.

وفي أحد الأيام أتاني منكسرا وهو يقول لي: تصور أن (فلانة) صدتني قائلة: إنني لا أرى أنه من المناسب أن أستمر في الخروج مع رجل غير متزوج.

ولا أدري إلى الآن ماذا تقصد بكلامها؟!

نظرت له نظرة باردة تشبه وجهه، ولم أرد عليه.

[email protected]