صديقي يوسف عز الدين!

TT

لي صديق.. ليته صديقك أيضا، أطال الله في عمره.. إنه عراقي.. هو م.د. يوسف عز الدين عضو المجمع اللغوي المصري وعدد كبير من المجامع اللغوية.. شاعر.. ناقد.. مؤرخ.. ودود.. محب لبلده ولبلدنا أيضا.. وله ولدان طبيبان في بريطانيا أستاذان في الجامعة، الأول اسمه موئل والثاني اسمه أسل.. والأسل هو شوك الورد. أحبهما لأنها يحبان أباهما ولأنهما باران به..

وكلما سألت عن يوسف عز الدين وجدت حالته الصحية ضعيفة. فأقول له: يا يوسف يجب أن تعتدل في المسائل الجنسية.. ويظل يضحك ويضحك حتى أخشى عليه أن يموت من الضحك. وليس من حاجة إلى الإجابة عن السؤال أو التعليق عليه.. ففي هذه الضحكة إجابة شافية عن كل ما أردت أن أقوله. ولكي أداعبه وأفرفشه أكثر فإنني أطلب إليه ألا يتزوج بريطانية في هذه السن وهذه الصحة. ويستأنف الضحك.. ويسعدني ذلك. وندخل في موضوعات أخرى.. حال الأدب والفن في بلادنا.. إنه يكره السياسة، وقد شرب بسببها المر في العراق حتى ترك العراق.. ولذلك فهو يحب أن يتكلم في الأدب والفن.. وهو ناقد أمين مخلص معتدل. وهو في نفس الوقت شاعر قوي بديع ومحب للشعر والشعراء أيضا..

وله مشكلة في مصر غريبة.. ففي مصر أديب آخر روائي اسمه يوسف عز الدين عيسي. وكلما ذهب يوسف عز الدين العراقي يسأل عن حقوق النشر، قيل له إن يوسف عز الدين المصري قد قبضها..

وضاقت به وبنا هذه الدنيا.. وكان الأديب المصري يوسف عز الدين عيسي رجلا مهذبا رقيقا لا يعرف أن هناك أديبا عراقيا له نفس الاسم. وارتبكت الأمور وضاعت فلوس يوسف عز الدين العراقي، فقد ذهبت كلها إلى يوسف عز الدين المصري. وحاولنا وفشلنا في أن نعيدها إليه.. وعليه العوض في كل هذه الجهود التي بذلها الأديب العراقي في القراءة والكتابة والنقد والنشر..

وأخيرا قلت له: يا يوسف لقد مللنا هذه اللعبة ولم نعد نعرف ماذا نصنع.. فكان من رأي يوسف عز الدين العراقي: أنه لا يهم ما دامت الحقوق تعطى، لأصحابها أو لغير أصحابها.. فالفلوس هي أقل ما ضاع منا؛ فالذي ضاع كثير. والبقية في حياتك!