«خلوه يلبس»

TT

أطلقت مجموعة من الزوجات حملة في المنتديات النسائية بعنوان «خلوه يلبس»، احتجاجا منهن على لباس الأزواج داخل المنازل، الذي يفتقر أحيانا إلى الأناقة، ويتجافى مع الذوق. وتستهدف الحملة أن يكون لباس الزوج على «الموضة» داخل المنزل، كما هو خارجه، ولو نظرنا إلى الأزياء الرجالية في المنزل فسنجدها تتوزع على النحو التالي: «فانلة وسروال»، أو ثوب «جلابية»، أو وزرة وفانلة، أو«البيجاما» بشكلها المعروف والشائع، والأخيرة لا يجد فيها الكثير من الرجال الخليجيين راحتهم، ويفضلون عليها الخيارات السابقة الأخرى.

هذه الحملة أدخلت الرجال في حالة طوارئ، وتوشك أن تربك الرجال، وتقض مضاجعهم، وتذهب بحرياتهم، فصديقنا «أبو البدور» استجاب للحملة بطريقته، فغير ألوان الوزر «الفوط» الباهتة التي يرتديها، واختار نصف «دزينة» من الوزر الإندونيسية ذات الألوان البراقة، واستبدل «فانلته» البيضاء ماركة «أبو عسكري» بـ«فانلات» رياضية، تحمل شعار الأندية العالمية والمحلية التي يشجعها، وهي خضراء، وحمراء، وزرقاء، وصفراء، حتى لو أنك غمست «أبو البدور» في الحوض المائي، الذي يقبع فيه الأخطبوط «بول» لرشحه للفوز على الألمان والإسبان والبرازيليين.

أحد المؤمنين بنظرية «المؤامرة» يراهن على أن هذه الحملة، نتيجة مؤامرة اشترك فيها بعض مصممي الأزياء الخليجيين، الذين فشلوا في اختراق ملابس الرجال، حيث ظلت أزياؤهم على حالها منذ مئات السنين، رغم الجهود التي بذلها صديقنا مصمم الأزياء الشهير يحيى البشري لاختراق أزياء الرجال، بحجة تطويرها وتحديثها، لكن من دون جدوى، واليوم نجد زملاء البشري «يلفون» و«يدورون» ليقتحموا دواخل البيوت من حيث لم يتوقع الرجال.

وإذا كانت الدنيا يوما لك ويوما عليك، فإن «سي السيد» الذي ظل طويلا يطلب من زوجته أن تتزين، وتتأنق، وتتجمل، أدركه اليوم الذي يطلب منه أن يتجرع فيه من الكأس نفسها، ويقضي ساعات مكوثه في المنزل على «سنجة عشرة» أمام المرأة يصلح من هندامه لإرضاء «شهرزاد»، والبادي أظلم.

ومن المتوقع أن تحظى هذه الحملة بتأييد مختلف العقلاء، حيث لها أصالتها وجذورها في سلوكيات السلف، إذ روي عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قوله: «إني أحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين زوجتي لي».

[email protected]