لا أمل في النجاة!

TT

من باريس، أو من أي مكان آخر. لا فرق؛ فأنا لم أر الشارع ذهابا وإيابا. نفس الشارع. نفس القرف عند بدايته.. نفس الطل عند نهايته. نفس الوجوه. نفس الروائح. نفس الأدوات.. أدوات الأكل والشرب والحقن وضغط الدم.

وهكذا يحدث في أي مكان وبنفس الطريقة. ثم إن حركاتي واحدة.. أخرج لساني وأقول: آه.. والله يعلم كم ألف مرة قلت آه طويلة وقصيرة.. من أعماقي أو من.. «مش عارف منين».

ولا خلاف بين الذي أراه في باريس والذي رأيته في القاهرة وفي لندن وفي روما.. الخلاف لغوي. ولذلك فهذه المقالة من باريس أو من أي مكان آخر.

النتيجة: زهقت.. مللت.. الأدوات باردة. والأطباء أكثر برودا وأنا أكثر يأسا.

هات يدك. وأعطيه يدي. وينظر فيها ويضغط الطبيب عليها.. ويقول ساخرا كأنه يقرأ الكف: عندك سكة سفر. فأقول: سكة سفر إلى سفر! ولم يفهم الطبيب. مش مهم.

وأسأله: قل لي من فضلك هل هناك أي أمل في الشفاء؟

- نعم هناك أمل في بعض الشفاء بعض الوقت..

- أقصد في الشفاء التام..

- الشفاء التام يحتاج إلى معجزة وقد مضى زمن المعجزات.

- إذن ماذا أنتظر وماذا أتوقع..

- الشفاء بعض الوقت.. الارتياح بعض الوقت. وهذا الوقت هو المناسب للقراءة والكتابة. أما بقية الوقت فلا يصلح لأي شيء لأن المهدئات والمسكنات تجعلك دائخا.

- أشكرك. لقد ضاعفت أسفي وحزني على نفسي ويأسي من أي أمل في النجاة!