صورة للذكرى مع «بلاك بيري»

TT

طرحت صحيفة «الشرق الأوسط»، يوم أمس، خمسة تقارير دفعة واحدة، تتحدث عن الـ«بلاك بيري»، وهي استجابة إعلامية سريعة وموفقة، بعد أن غدا موضوع الـ«بلاك بيري» حديث الناس، منذ أن اتخذت الإمارات قرارها بتعليق خدمات «الماسنجر»، والبريد، والتصفح، ابتداء من 11 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فهذا الجهاز المدلل من قبل الشباب باسم «بي بي» يطفو اليوم على السطح، ويغدو حديث المجالس، سواء من الذين يستخدمون هذا الجهاز للترفيه - وهم كثر - أو أولئك الذين يستخدمونه في مجال «البزنس»، وهم قلة، فإصرار الشركة الكندية المصنعة بأن تكون وحدها مستودع أسرار العالم، دون أن تشارك الآخرين المعلومة، سيجعل هذا الجهاز عرضة للطرد، والنفي، والإبعاد من الكثير من دول العالم، وقرار الإمارات سيحفز دولا أخرى في المنطقة على أن تحذو حذوها سريعا، فالكثيرون يشعرون بالقلق مما يتيحه هذا الجهاز من إمكانات تبادل المعلومات عبر الرسائل الفورية، دون المرور عبر خوادم شركات الاتصالات المحلية، ويخطئ من يظن أن هاجس القلق من الـ«بلاك بيري» وقف على دول الخليج، وغيرها من دول العالم الثالث، فلقد كانت الولايات المتحدة أول القلقين، وأول من مارس الضغط على الشركة الكندية، حتى اعترفت بحقها في الاطلاع على المعلومات المتداولة، وهذا امتياز أميركي، ولا أعرف دولة أخرى تشاركها هذا الامتياز.

ففي زمن الهواجس الأمنية، يغدو السباق مشروعا نحو المعلومة، وتجد كل دولة أن لها الحق في السيطرة على ما يدور في أرضها من معلومات يمكن الرجوع إليها إذا اقتضت الضرورات الأمنية، خاصة في ظل ما يشاع بأن مفجري الهند قد استخدموا الـ«بلاك بيري» في تنظيم هجماتهم، دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من كشفهم، أما أن تظل كندا وحدها - عبر الشركة المصنعة - مستودع أسرار العالم، فهذا ما قد يرفضه الجميع، لتجد الشركة نفسها مضطرة إلى الإذعان للأسواق الأكثر ربحا، خشية خسارتها.

فهل ستتعامل دول المنطقة مع إشكالية «بلاك بيري» منفردة، كما فعلت الإمارات، أم ستتفاوض ككتلة لها ثقلها ووزنها وتأثيرها من حيث إمكانية الاستجابة لمطلبها؟

ومن باب الاحتياط، فأنا أنصح عشاق الـ«بلاك بيري» أن يأخذوا صورا للذكرى معه، فلربما أزف موعد الفراق.

[email protected]